تبدو الأحداث الرياضية اليوم حافلة، فعلى استاد الملك فهد الدولي في الرياض، تعيش الجماهير الرياضية السعودية ليلة تتويج الهلال بدرع دوري زين للمحترفين في حفلة كبيرة تنظمها هيئة دوري المحترفين، وهي بذلك تحاكي حفلات الأبطال في الدوري الانكليزي، ولا شك أن هذا الحدث المهم، هو في ظني تتويج آخر للفريق البطل، جاء بعد إعلانه رسمياً بأيام بطلاً لدوري زين للمحترفين، وقبل أن تبدأ منافسات البطولة التالية «كأس ولي العهد» نهاية الأسبوع المقبل، وكأنني باتحاد الكرة يريد أن يقول «هدية العيد لا قيمة لها إن جاءت في غير يوم العيد». ولعلكم تذكرون معي بطولة الموسم الماضي التى ذهبت لفريق الاتحاد «كأول بطل لدوري المحترفين»، ولكنه لم يفرح بها إلاّ على المستوى الجماهيري والإعلامي، بسبب تأخير التتويج إلى نهاية الموسم، واسهم ذلك كثيراً في حرق فرحة الفريق البطل! وأذكر أيضاً أنني طالبت في هذه المساحة بأهمية تتويج «بطل الدوري» بعد انتهاء منافسات الدوري مباشرة، أو في اليوم الذي يعلن فيه رسمياً حصوله على البطولة، حتى ولو كان ذلك خارج أرضه، وهي تقاليد معمول بها في الكثير من الدوريات العالمية، لكنني كنت أتمنى لو أن هيئة دوري المحترفين جعلت هذا اليوم يوماً احتفالياً خالصاً بتتويج بطل الدوري، وعملت على تأجيل مباريات اليوم الأخرى التي تقام في التوقيت نفسه، وهي الاتحاد والشباب، والوحدة والفتح إلى غدٍ، لتمكين جمهور الرياضيين من متابعة هذه الحفلة الجديدة. أما في أنغولا التي تستضيف نهائيات بطولة أمم افريقيا، فالحدث كبير هناك، وهو عرس عربي «غير متوقع»، اذ تلتقي مصر مع الجزائر في كلاكيت «ثالث مرة»، وإن اختلف هذه المرة عن المرتين السابقتين، فمكان مباراة اليوم ملعب غير عربي، والحدث «نصف نهائي البطولة»! الليلة في أحد ملاعب القارة السمراء لابد لنا كعرب من فريق واحد يصل إلى النهائي، ولا يهم من يكون، فإن تأهلت مصر فهي جديرة بهذا التأهل، وإن فعلتها الجزائر فليس غريباً على أبناء رابح سعدان، ويكفي أن المنتخبين الشقيقين رفعا رؤوسنا كعرب في ليلتين من أجمل ليالي الكرة العربية. إن تجربة اللقاءين الأخيرين في تصفيات كأس العالم بين المنتخبين الشقيقين في كل من القاهرة والخرطوم، لا يجب أن تتكرر في لقاء اليوم، وأعني بذلك الإعلام في البلدين، الذي «وضع أنفه» في هاتين المباراتين، وسبّب أزمة بين بلدين شقيقين لم تنته حتى الآن. [email protected]