شنّ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هجوماً عنيفاً على الحكومة العراقية ووصفها بأنها «بائسة» و»لا تملك السيادة ولا الاستقلال»، معتبراً أن «الشعب العراقي لن يصوّت لحكومة متهاونة بأمنه». وقال الصدر، في بيان تناول التفجيرات الاخيرة التي حصلت في بغداد،: «ليس المهم أن يحصل رئيس الوزراء أو غيره على كراسي جديدة في الحكومة المقبلة أو أن يحظى بتصويت الشعب بل المهم هو ارضاء الشعب». واعتبر أن «الشعب لن يصوّت لحكومة متهاونة بأمنه وغير ساعية إلى خدمته وحفظه بل همها الوحيد حماية حزبها وكراسيها وأسيادها». وقال: «العار كل العار لحكومة تتفرج على دماء شعبها وهي تسيل لتكون ضحية من أجل وصولها لحكومة بائسة لا تملك السيادة ولا الاستقلال» بحسب تعبيره. وكانت سلسلة تفجيرات حدثت في بغداد خلال الشهور الماضية اوقعت مئات القتلى والجرحى وفسرت باعتبارها انعكاساً للأزمة السياسية المستعرة في البلاد. ودعا الصدر «البرلمان «ان وجد» الى القيام بواجبه و»محاسبة هذه الحكومة بكل مفاصلها فلا شعب يرضى بمثل هذا التسيب ولا المراجع ولا كل غيور شريف»، واصفا» الحكومة بأنها «تتقاذف التهم وترميها على جيرانها وهي تتملص من المسؤولية» في اشارة الى اتهام الحكومة العراقية لسورية بالتورط بالهجمات الاخيرة. وأوضح ان «الشعب يعيش في ليل دامس لا بد أن ينجلي وهو لا ينجلي إلا بزوال المحتل أاتباعه ويزول المقصرين ممن استولوا على المناصب من أجل المناصب وخدمة النفس الأمّارة بالسوء». وتساءل: «من يوقف النزيف ويمنع المفخخات ويقطع رأس الارهاب بدل أن يحارب الشعب والمظلومين». الى ذلك قال الناطق الرسمي باسم الصدر الشيخ صلاح العبيدي الى»الحياة» ان «السباق الانتخابي والحرص على مقاعد اكثر هو الهم الوحيد الذي لدى اعضاء الحكومة ما أدى الى تقصير كبير في الملف الامني والخطأ في الملف الامني معناه سيل دماء العراقيين». وأضاف العبيدي معلقاً على بيان مقتدى الصدر: «يوجد فساد مالي واداري لم نر فاعلية في القضاء عليه أو تقليله أو محاربته والحكومة مممثله برئيسها رفعت قبل 7 أشهر شعار مكافحة الفساد لكنه شعار اعلامي فقط ولم يحصل شيء». وزاد: «اختراق الارهاب والصداميين للأجهزة الامنية موضوع واضح لدى الجميع والحكومة لم تحرك ساكناً تجاهه وهناك شخصيات أمنية رفيعة المستوى صاحبة القرار تنتمي الى البعث ومعروفه في الشارع العراقي». وأشار الى ان هناك تسييساً للجهد الامني ضد الابرياء لمحاربة جهات منافسة لشخصيات الحكومة انتخابياً وهذا ما حصل ضد الصدريين ما أدى الى اعطاء فرصة كبيرة للارهاب». وكانت قوات الأمن العراقية اعتقلت شخصين من عناصر ميليشيا تابعة للصدر خلال عملية أمنية مشتركة نفذت في مناطق جنوب شرقي بغداد لاعتقال أحد قياديي تنظيم «لواء اليوم الموعود» الذي شكله الصدر قبل نحو عام بعد هيكلة ميليشيا «جيش المهدي» وقال انه سيتخصص في قتال القوات الاميركية. وقال بيان للجيش الاميركي أمس: «قوات الأمن العراقية قامت بتفتيش اثنين من المباني السكنية بحثاً عن قيادي في تنظيم «لواء اليوم الموعود» يعتقد بأنه متورط في عمليات اغتيال واختطاف لأفراد قوات الأمن العراقية والمسؤولين الحكوميين» . واضاف «ان نتائج الاستجواب الأولي وفحص الأدلة التي تم العثور عليها في موقع الحادث قادت قوات الأمن العراقية إلى اعتقال شخصين يشتبه بأنهما من شركاء الرجل المطلوب». وحول هذا الموضوع علّق صلاح العبيدي ان «لواء اليوم الموعود مكرس للعمل ضد الاحتلال كمقاومة ولا نقبل ان يقع بأي مواجهة مع القوات العراقية». ويعد «التيار الصدري» الذي يتزعمه مقتدى الصدر و»المجلس الإسلامي الأعلى» الذي يتزعمه عمار الحكيم من أبرز الجهات المشكلة للائتلاف العراقي الوطني المنافس ل»ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي، في الانتخابات البرلمانية المقبلة.