أظهرت الدول الغربية الداعمة للبنان قلقاً إزاء معلومات حول احتمال استقالة رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الثلثاء المقبل. وجرت اتصالات بين الدول المختلفة للتحرك لمنع حدوث ذلك تجنباً لفراغ مؤسساتي أكبر في لبنان. واطمأنت بعدما عدل سلام عن الاستقالة في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة. وعلمت «الحياة» من مصادر غربية أن الاتحاد الأوروبي يتحرك من أجل إيجاد حل للانتخابات الرئاسية اللبنانية. وكانت باريس تقدمت الراغبين في التفتيش عن حل، ولهذا اتصل وزير الخارجية لوران فابيوس بنظيره السعودي عادل الجبير قبل توجهه إلى إيران، حيث سيتحاور مع المسؤولين الإيرانيين حول تسهيل الانتخاب الرئاسي في لبنان. وفي بيروت، أكدت مصادر وزارية أن موضوع الاستقالة جدي، لكن الأمر يتوقف على ما ستؤول إليه جلسة الثلثاء المقبل، فإذا كانت مثل سابقاتها فسيكون لسلام موقف. وزار أمس، السفير الأميركي ديفيد هيل الرئيس سلام وبحث معه التطورات في لبنان والمنطقة، في وقت تابع السفير الإيراني محمد فتحعلي جولاته على مسؤولين لبنانيين وزار الرئيس أمين الجميل وأطلعه على أجواء الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع مجموعة الدول 5 + 1. وقال فتحعلي، رداً على سؤال يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية، أن «لبنان يملك قدرات نخبوية بإمكانها أن تلبي هذه الحاجة الوطنية والدستورية، وإيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ورئاسة الجمهورية في لبنان تدخل ضمن القضايا السيادية للبنان»، معتبراً أن «اللقاء بالرئيس الجميل كان مفيداً وبناء وتخلله شرح مستفيض عن تطورات الاتفاق النووي وانعكاساته المحتملة، إضافة إلى التطورات الإقليمية»، آملاً ب «انعكاس الاتفاق على عدد من القضايا العالقة في المنطقة». وقال: «كانت وجهات النظر متطابقة على وجوب الاستفادة من الاتفاق الموقع وإرساء مناخ التبريد والتهدئة في كل القضايا اللبنانية والإقليمية». وجدد الدعوة إلى «التعاون بين دول المنطقة لمواجهة خطر الكيان الصهيوني والإرهاب والجماعات التكفيرية».