أخطأت المذيعة نجوى قاسم وهي تنقل في مستهل نشرة صباحية مبكرة أولاً بأول عبر محطة «العربية» أخبار سقوط الطائرة الإثيوبية قبالة الشواطئ اللبنانية حين توقفت بالسؤال عند زوجة السفير الفرنسي في لبنان بغية الاطمئنان على مصيرها، وسرعان ما تداركت خطأها بالسؤال عن بقية ركاب الطائرة المنكوبة «لأنهم جميعهم مهمون بالطبع». يمكن افتراض أن هذه زلّة لسان، بخاصة أن قاسم بدا عليها التأثر الشديد والانفعال أمام هول الكارثة الإنسانية التي حلّت بالطائرة بعيد إقلاعها بقليل من المطار. بالتأكيد لا يمكن توجيه اللوم إليها، فهذه حالة اضطرارية في البث المباشر تربك أحياناً، خصوصاً أن الكارثة وقعت في بلد تنتمي إليه المذيعة قاسم. ولكن في سياق التغطية المباشرة لأخبار سقوط الطائرة ونفي الرئيس اللبناني ميشال سليمان في مؤتمر صحافي أن تكون الطائرة سقطت بفعل إرهابي أو تخريبي، كان على المذيعة نجوى قاسم أن تسلمنا لزميلها معد ومقدم النشرة الجوية الخاصة بالطقس الذي وقف قبالة مجسم خريطة جوية للمنطقة وأخذ يتحدث بالتفصيل عن سوء الأحوال الجوية التي عصفت بمنطقتنا عموماً في الأيام القليلة الماضية... فكانت في بيروت أسوأ منها في عمان ودمشق والقدس الشريف، إذ تدنت درجات الحرارة وصاحبت ذلك عواصف قوية. بعد هذه الشروحات حول الطقس اقترب «زووم» غرافيكي من المجسم للإشارة إلى مطار بيروت الدولي. وعبره راح المذيع يشرح خط سير الطائرة المنكوبة منذ لحظات إقلاعها الأولى، وهي لم تستمر أكثر من ثلاث دقائق قبل أن تشتعل فيها النيران وتهوي في مياه البحر، قبالة شواطئ الناعمة. ثم بيّن لنا بشرح مسهب محاولات فرق الإنقاذ وطوافات الجيش اللبناني وبارجة تابعة لقوة «يونيفيل» البحث عن ناجين محتملين. بالطبع لا يتوقف المذيع هنا، فمن مهمته بالدرجة الأولى توسيع الزاوية المسلطة على المجسم الجوي ليخبرنا بدرجات الحرارة في عواصم عالمية كثيرة، بعضها بعيد جداً من موقع الحدث – العاصمة التي وقعت فيها الحادثة المأسوية... لكنه لم يكتفِ بهذا الحدّ، إذ راح يردد من بعد انتهائه من روايته حول الطقس والأحوال الجوية معلومات كثيرة عن الحادث، بعضها أصبح نافلاً لوقوعه في مطب التكرار درجة تحوله إلى لازمة حفظها بعضنا عن ظهر قلب. اما اكثر ما يلفت فكان ان ينهي المذيع نشرته الجوية بابتسامة راضية عن أدائه عمله على أكمل وجه، متمنياً وبالحرف الواحد أجواء طيبة للجميع.