أنهى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، خطة تنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية لتدريب 40 ألف إمام مسجد في كافة المناطق قريباً، عبر دورات تدريبية في ثقافة الحوار والاتصال، بعد أن تم البدء في مشروع مماثل لمنسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأكد الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر، أنه تم التنسيق مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لإطلاق مشاريع لتنمية مهارات الحوار والاتصال، مشيراً إلى أن المركز سيصل إلى 8 مليون شخص بعد مرور ثلاث سنوات. وأشار خلال اللقاء الإعلامي الخاص بتدشين سلسلة «رسائل في الحوار» مساء أمس في مقر المركز بالرياض، إلى أن لجنة مشتركة بين مركز الملك عبدالعزيز للحوار والوطني ووزارة التربية والتعليم تعمل على إقرار برامج تدريبية للحوار، كما تعمل على إحداث برنامج خاص للطلاب والطالبات، سيتم إطلاقه عبر المدارس بعد إجازته من وزارة التربية. وأوضح أن حملة وطنية إعلامية ستدشن قريباً عبر وسائل الإعلام المختلفة لترسيخ قيم الحوار في المجتمع السعودي، «لدينا آليات متعددة لمعرفة ماذا تغير في المجتمع السعودي وماذا حقق سواء في ما يتعلق بالقضايا المختلف عليها أو بعض الإشكاليات التي تواجه المجتمع السعودي أو نسبة التطرف وبالتأكيد نهدف إلى رصد هذه الأمور بدقة». ولفت إلى أن مركز الملك عبدالعزيز ليس لديه العصا السحرية لحل كثير من المشكلات، «لكن لا أبالغ في أن نشر ثقافة الحوار كانت من الأساليب الناجحة لمكافحة التطرف والغلو بشهادة عدة جهات... وهذا يعد من أنبل الوسائل التي تسهم في خدمة المجتمع». وذكر أن الحوار الوطني أسهم في مد جسور للتواصل بين صناع القرار وبين التطوير والتحديث الذي يعيشه المجتمع السعودي في مجالات عدة، «لدينا الآن حراك في كثير من الأمور على مستوى الجامعات أو العمل أو المرأة، ونريد من خلال هذه المنظومة أن تتواصل مع بعض لمعرفة هل بالفعل حققنا النجاح المنشود أم لا؟». وأشار ابن معمر إلى أن مشروع المركز الجديد المسمى «رسائل في الحوار»، يتمثل في سلسلة من البحوث والكتيبات التي تولى إعدادها نخبة من المفكرين والكتاب وأساتذة الجامعات في المملكة، لافتاً إلى أن المركز سيتولى طباعة تلك الرسائل البحثية، وتوزيعها على المهتمين والباحثين، والمسؤولين في القطاعات الحكومية والأهلية، والأماكن العامة، للوصول إلى معظم فئات المجتمع السعودي. وأكد أن المساهمة في سلسلة رسائل في الحوار مفتوحة لجميع الراغبين في المشاركة، «على أن يلتزم الكاتب بقواعد وشروط النشر التي حددها المركز، وهي أن يكون الكتاب معنياً بإشاعة ثقافة الحوار، محققاً لأهداف المركز وتطلعاته، أن يتسم بالجدة والأصالة، أن يتّبع المؤلف أسس المناهج العلمية توثيقاً وصياغة، وأن لا يكون الكتاب سبق نشره في مكان آخر، وشرط أن يكون الكتاب ذا صلة بالواقع والأحداث المعاصرة، وأن يتراوح صفحات الكتاب بين 50 و70 صفحة من القطع الصغير، وأن يقدم المؤلف ثلاث نسخ مطبوعة من كتابه ونسخة إليكترونية على قرص(CD)، وملخص وجيز في حدود ثلاث صفحات، لتتولى اللجنة العلمية بعد ذلك درس هذا الكتاب وإصدار قرار نشره في حال استكماله لجميع شروط اللجنة». وأشار إلى أن المركز يهدف من إطلاق مشروعه الجديد إلى نشر ثقافة الحوار بين أفراد المجتمع، وتسهيل مواضيع الحوار لدى الجمهور، ونقل أفكار ورؤى النخب الفكرية والأكاديميين والمهتمين بقضايا الحوار إلى أكبر شريحة ممكنة من أفراد المجتمع. وبين أن مشروع السلسة مشروع تثقيفي ويندرج تحت الأهداف السامية التي أقيم من أجلها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، «والتي يأتي في مقدمها: تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الهادف، وكذلك الإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل المملكة وخارجها من خلال الحوار البنّاء».