أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 18 شخصاً، وإصابة العشرات في حلب «شمال» بعد إطلاق قوات نظامية أمس صاروخاً على حي شعبي وسط المدينة، فيما أسقطت المروحيات الحكومية نحو 36 برميلاً متفجراً على مواقع للمعارضة في الزبداني «غرب» مع تواصل القتال في المدينة بمشاركة حزب الله اللبناني. وسقط صاروخ أرض – أرض على حي المغاير الشعبي الواقع تحت سيطرة قوات المعارضة في حلب، ما أسفر عن مقتل 18 شخصاً، بينهم طفل وإصابة العشرات. وأفاد «مرصد حقوق الإنسان» في بيان له ب «حدوث دمار هائل» في الحي جرَّاء استهدافه، و»أن عشرات الأشخاص عالقون تحت الأنقاض»، مؤكداً أن معظم القتلى قضوا داخل منازلهم. ونشر المرصد صوراً ظهر فيها أشخاص تجمَّعوا حول مبان مدمرة تحوَّل بعضها إلى ركام. ويقصف جيش بشار الأسد بانتظام مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة المعتدلة، أو المتشددة في حلب وريفها، مستخدِماً طائرات حربية، أو مروحية تُلقي براميل متفجرة تحدث دماراً هائلاً. ويستخدم النظام بدرجة أقل المدفعية وصواريخ من طراز أرض- أرض. وحصد القصف في المدينة آلاف القتلى، وخلَّف أضراراً بالغة. وبدأ النزاع في سوريا في مارس 2011، وأودى بحياة أكثر من 230 ألف شخص في كل أنحاء البلاد. وفي تطور ميداني آخر؛ اندلعت أمس اشتباكات بين جيش الأسد والمسلحين الموالين له من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي من جهة ثانية في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة «شمال شرق». وتواصلت الاشتباكات بالتزامن بين وحدات حماية الشعب الكردية و»داعش» في محيط مدينة الحسكة من الجهة الجنوبية، وسط معلومات عن تقدم للوحدات الكردية في المنطقة. ويحاول مسلحو «داعش» السيطرة على مساحات واسعة في المحافظة رداً على إخراج الأكراد لهم من مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا قبل أسابيع. وفي جبهة قتال أخرى؛ تواصلت الاشتباكات في مدينة الزبداني «غرب» بين مقاتلين محليين وفصائل إسلامية من جهة، وجيش الأسد وقوات حزب الله اللبناني من جهة ثانية. وألقت مروحيات الجيش أمس 36 برميلاً متفجراً على مواقع للمعارضة في المدينة، التي تشرف على طريق يصل دمشقببيروت. وكانت «معركة الزبداني» بدأت قبل أكثر من أسبوعين بغرض إخراج قوات المعارضة منها باعتبارها آخر موقع خارج عن سيطرة الحكومة على الحدود مع لبنان. إلى ذلك؛ استمرت فصائل مقاتلة من بينها جبهة النصرة الإرهابية «فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام» باستهداف مناطق في بلدتَي كفريا والفوعة التابعتين لريف إدلب «شمال غرب» بالقذائف، بحسب مرصد حقوق الإنسان. في الوقت نفسه؛ نفذ طيران النظام غارة على مناطق في قرية رام حمدان القريبة دون معلومات عن خسائر بشرية. وتسيطر المعارضة على معظم أنحاء محافظة إدلب، بما في ذلك مركزها منذ أن شنَّت هجوماً كاسحاً قبل أكثر من شهرين ما دفع بالجنود إلى الانسحاب.