قتل حوالى 140 مدنياً بغارات شنها الطيران السوري على ريف حلب خلال الأيام العشرة الماضية، في وقت صد مقاتلو المعارضة هجوماً لقوات النظام في ريف درعا جنوب البلاد، بالتزامن مع استمرار الغارات والمعارك في الزبداني شمال غربي دمشق والمواجهات بين الأكراد و «داعش» شرق سورية. وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة امس ان القوات النظامية «ارتكبت امس مجزرةً مروعةً، راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين جرّاء استهداف ريف مدينة الباب بحاويات متفجرة»، فيما افادت منظمة «إسعاف بلا حدود» أن الطيران المروحي ألقى أربع حاويات متفجرة على قرية قصر البريج بريف مدينة الباب، شمال شرقي حلب «أسفرت عن مقتل 18 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، و35 جريحاً منهم حالات خطرة». من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه منذ ال 11 الشهر الجاري قتل «136 مواطناً مدنياً سورياً هم 25 طفلاً و22 مواطنة و89 رجلاً بينهم 10 جثث متفحمة جراء قصف لطائرات النظام المروحية ب 42 برميلاً وحاوية متفجرة على الأقل وتنفيذه 26 غارة على الأقل من الطيران الحربي، على مناطق في مدينتي الباب ومنبج وبلدات دير حافر وقباسين وتادف، وقرى قصر البريج وعران وشويريخ والكيارية والخفسة والسكرية الواقعة بريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي، كما أسفر القصف بالبراميل والحاويات المتفجرة عن سقوط نحو 300 جريح، بعضهم تعرض لإصابات بليغة وآخرون لا يزالون في حالات خطرة». وكان «المرصد» أشار إلى انه منذ تشرين الأول (أكتوبر) الى الان شن الطيران السوري 26517 غارة قتل فيها 4879 مدنياً، هم 1001 طفل و684 مواطنة و3194 رجلاً، اضافة إلى إصابة نحو 26 ألفاً آخرين. في الجنوب، قال «المرصد» ان «الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين الفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) وحزب الله اللبناني من جهة والفصال الاسلامية ومسلحين محليين من جهة اخرى في مدينة الزبداني ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي والمروحي ما لا يقل عن 10 ضربات منذ صباح اليوم (امس) على مناطق في المدينة، وسط سقوط عدة صواريخ يعتقد بانها من نوع ارض- ارض على مناطق في المدينة»، لافتاً الى «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». كما قصف الطيران الحربي مناطق في حي جوبر ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في الحي، بالتزامن مع استهداف الفصائل الاسلامية تمركزات لقوات النظام على اطراف الحي، و «معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين»، بحسب «المرصد» الذي اشار أيضاً الى شن الطيران «13 غارة على أماكن في منطقة دير العصافير بالغوطة الشرقية، ما أدى لاستشهاد مواطن وسقوط عدد من الجرحى، فيما استشهد رجل من مدينة داريا بالغوطة الشرقية متأثراً برصاص قناص في الأراضي الزراعية المحيطة ببلدة خان الشيح في الغوطة الغربية». بين دمشق ودرعا، قال «المرصد» ان قوات النظام قصفت مناطق في مدينة انخل وبلدة الكرك الشرقي، في حين نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في محيط الشيخ حسين قرب قرية أم ولد الذي سيطرت عليه الفصائل الاسلامية والمقاتلة أول من أمس وغارتين أخريين على مناطق في بلدة الكرك الشرقي. من جهتها، قالت «الدرر» ان «الثوار أحبطوا محاولةً لقوات الأسد بالتقدم باتجاه تلة الشيخ حسين في ريف درعا الشرقي بعد معارك استمرت ساعات عدة وانتهت مع بداية فجر اليوم (امس) بتكبيد القوة المهاجمة خسائرَ في العناصر والعتاد ما دفع نظام الأسد إلى الانتقام وقصف بلدات أم ولد والمسيفرة والكرك». يُذكر أن «الثوار» أحكموا سيطرتهم قبل أيام على تلة الشيخ عثمان الاستراتيجية، المطلة على عدة بلدات محررة في ريف درعا الشرقي وعلى مطار الثعلة العسكري. في شمال شرقي البلاد، تجددت عند منتصف ليل أمس الاشتباكات بين «وحدات حماية الشعب» الكردي مدعمة ب «جيش الصناديد» من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» في جنوب غربي مدينة الحسكة، ترافق مع قصف متبادل بين الطرفين وانباء عن خسائر بشرية في صفوفهما في محاولة لطرد «داعش» في ريف المدينة، بحسب «المرصد» واضاف ان معارك مشابهة دارت في محيط بلدة تل السمن بريف الرقة الشمالي حيث «يشهد الريف الشمالي للرقة منذ أسابيع اشتباكات ومعارك كر وفر بين الوحدات الكردية المدعمة بطائرات التحالف وبمقاتلين من فصائل مقاتلة من جهة، وعناصر التنظيم الذين يحاولون الحفاظ على مناطق سيطرتهم التي تتعرض لقصف متجدد من قبل طائرات التحالف».