كابول، لندن – رويترز، أ ف ب - أعلنت سلطات الانتخابات الأفغانية أمس، إنها أرجأت انتخابات برلمانية مقررة هذا العام، لتزيل مصدر خلاف بين الرئيس حميد كارزاي وداعميه في الغرب الذين يريدون وقتاً كافياً لإجراء إصلاحات انتخابية. في غضون ذلك، أفادت مسوّدة بيان في شأن مستقبل أفغانستان من المقرر أن يكشف عنها في مؤتمر دولي في لندن بعد غد الأربعاء، أن القوات الأفغانية ستبدأ تولي «السلطة الأمنية» في بعض الأقاليم بحلول أوائل 2011. وأشاد ديبلوماسيون غربيون بقرار تأجيل الانتخابات الأفغانية من 22 ايار (مايو) إلى 18 أيلول (سبتمبر) المقبلين، قائلين إن هذا سيتيح وقتاً لتنفيذ التغييرات المطلوبة لمنع تكرار عمليات التزوير التي شابت الانتخابات التي أعيد فيها اختيار كارزاي رئيساً في العام الماضي. كما أن تحديد هذا الموعد يعني أن الانتخابات ستجرى بعد موسم القتال التقليدي في الصيف ما يمهل القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي التي تسعى للتوسع هناك وقتاً أكثر لتحسين الوضع الأمني في المناطق الجنوبية حيث منع مقاتلو «طالبان» الناخبين من الوصول إلى صناديق الاقتراع في العام الماضي. وقال زكريا بركزاي عضو اللجنة الانتخابية: «أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات في وقت سابق وطبقاً لالتزاماتها الدستورية ان موعد إجراء انتخابات البرلمان لعام 2010 سيكون في 22 ايار. ولكن بسبب مشكلات وقيود متعلقة بالحصول على الموازنة الكافية وكذلك مخاوف أمنية وعقبات متعلقة بالمستلزمات، وكذلك لتحسين الإجراءات الانتخابية وبعد التشاور مع مختلف الأطراف المعنية، انتهينا الى ضرورة تأجيل الانتخابات حتى 18 ايلول 2010». وتحاول دول غربية تجنب تكرار الفشل الذريع الذي اتسمت به انتخابات العام الماضي، والتي أبطلت فيها لجنة تحقيق مدعومة من الأممالمتحدة نحو ثلث الأصوات التي حصل عليها كارزاي لاعتبارها مزيفة. وكانت الدول الغربية تأمل الإعلان عن تأجيل الانتخابات قبل عقد مؤتمر دولي حول مستقبل أفغانستان في لندن في وقت لاحق من الأسبوع الحالي والذي كان سيمثل فيه إجراء الانتخابات في وقت مبكر مصدر استياء. وتحتجز الأممالمتحدة عشرات الملايين من الدولارات في حساب لتمويل الانتخابات في أفغانستان، ولكن ديبلوماسيين يقولون إنهم لن يسمحوا بالإفراج عن هذه الأموال ما لم تقم أفغانستان بإصلاحات أولاً. ووصف ديبلوماسي دولي طلب عدم نشر اسمه القرار بأنه «قرار عقلاني وحكيم سيتيح وقتاً لإصلاح المؤسسات الانتخابية الرئيسة للتمكين من إجراء انتخابات برلمانية أكثر نزاهة». وأضاف الديبلوماسي أن المجتمع الدولي لن يرضيه إعادة تعيين عزيزالله لودين رئيساً للجنة الانتخابية والذي انتهت فترة ولايته السبت. ويتهم المعارضون لودين الذي عينه الرئيس بمحاباة كارزاي. وأضرت الانتخابات الرئاسية التي أجريت في العام الماضي، بمكانة كارزاي بين الدول الغربية التي لديها 110 آلاف جندي في أفغانستان، على رغم أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعاد تقييم استراتيجيته وقرر في نهاية الأمر إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي. وربما تكون الانتخابات البرلمانية حيوية هذا العام، لأن الحكومة المركزية في حاجة لتوضيح أن مؤسساتها مدعومة من المواطنين. وسبّب أعضاء البرلمان الذين كانوا يتهمون في العادة بأنهم منقادون متاعب لكارزاي هذا الشهر، عندما عارضوا مرتين غالبية مرشحيه لتولي الوزارات. وما زال عليه شغل 11 منصباً منها بعض الحقائب المهمة مثل الصحة العامة. على صعيد آخر، أعلن حلف شمال الأطلسي أمس، مقتل جندي اميركي ما يرفع عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في افغانستان امس، الى ثلاثة. وقالت القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي، ان جندياً اميركياً قتل في انفجار عبوة ناسفة مصنعة يدوياً في جنوبافغانستان بعد ساعات على إعلان مقتل جنديين آخرين في حادثتين مماثلتين في المنطقة. قمة اسطنبول الى ذلك، وصل الرئيس الأفغاني إلى تركيا امس، للمشاركة في القمة الثلاثية الأفغانية - التركية - الباكستانية في اسطنبول اليوم. وأفادت وكالة أنباء «الاناضول» بأن كارزاي سيشارك في القمة الى جانب الرئيسين التركي عبدالله غل والباكستاني آصف علي زرداري. وتهدف القمة الثلاثية إلى تعزيز أواصر التعاون بين الدول الثلاث، وتشمل مجالات مختلفة عدة مثل الاقتصاد والتنمية والأمن والعلاقات البرلمانية، إضافة إلى مشاريع تهدف إلى تعزيز الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة.