أنقذ فريق طبي، سيدة تعاني من السمنة المفرطة، إلى جانب معاناتها من تشوه خلقي في أحشائها، إذ يقع القلب في الجهة اليمنى والكبد في الجهة اليسرى وباقي الأعضاء في وضع معكوس. وكانت السيدة، وهي في العقد الثالث، راجعت عيادة السمنة في مستشفى الإمام عبد الرحمن آل فيصل في الدمام. وأجريت لها فحوصات كشفت عن معاناتها من متلازمة ولادية نادرة الحدوث. وقال استشاري جراحة المناظير والسمنة رئيس الفريق الجراحي في المستشفى الدكتور خالد مرزا: «إن الفحوصات أظهرت أن حجم الكتلة لديها تصل إلى 50، لذا قررنا إجراء عملية لقص المعدة وتحويل مجرى الطعام، ومجرى العصارة البنكرياسية واستئصال المرارة. وأجريت العملية باستخدام المناظير، وبنجاح كبير». وأبان مرزا أن هذا النوع من العمليات «تجرى لأول مرة في العالم. وكان فيها صعوبة بسبب الانقلاب في الأحشاء، ما اضطرنا إلى عكس جميع الأجهزة»، مضيفاً «انتهت العملية بعد ثلاث ساعات متواصلة، وأزلنا الزائدة الدودية، حتى لا تضطر المريضة مستقبلاً لإجراء هذه العملية. وبقيت ثلاث أيام فقط في المستشفى، وغادرت بعدها، فيما أوضحت الفحوصات استجابتها للعملية الجراحية». وقال «بعد ثلاثة أشهر، تأكدنا من استجابة المريضة للعملية، وانخفاض الكتلة 10 درجات، لتستقر عند 40، إلى جانب أنها فقدت 25 في المئة من وزنها الزائد. وهذا يعطي مؤشراً إيجابياً، على رغم صعوبة الحالة، إلا أنه لا وجود للمستحيل». ويُشار إلى أن هذه الحالة المرضية تُعد من الحالات النادرة، ونسبتها واحد لكل 10 آلاف شخص، حين تجتمع السمنة إلى جانب انقلاب الأحشاء، ما يجعل مثل هذا النوع من العمليات بمثابة تحد كبير للفريق الطبي، لكونهم اعتادوا على نمط معين من العمليات الجراحية التي تعتمد على وضع الأجهزة في مكانها المناسب. إلا أن هذه الحالة أجبرت الفريق على وضع خطط جديدة لإنجاح هذه العملية.