أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللينانية» سمير جعجع أنه لن يسير في تعديل الدستور في الجلسة النيابية المقبلة (غداً) والمخصصة لخفض سن الاقتراع. واذ أكد أن هذا الموقف ليس موجهاً ضد رئيس المجلس النيابي نبيه بري «على الإطلاق»، ذكّر بأن المجلس أقر في الجلسة التي عقدت في آذار الماضي مبدأ اقتراع سن ال18 وفي خلال هذه الجلسة بالذات اتفق علناً بين جميع الكتل على ان الدستور لن يعدل لخفض سن الاقتراع قبل ان تكون وضعت المراسيم التطبيقية، أي الآلية التنفيذية الفعلية لاقتراع اللبنانيين غير المقيمين، ولا نزال نحن على هذا الموقف لكن من غيّر هو الرئيس بري». وسأل جعجع في تصريح إلى وكالة «الأنباء المركزية»: «أعطينا اللبنانيين غير المقيمين حق الاقتراع وحتى الآن ماذا فعلنا لكي نترجم هذا الحق؟ لا شيء. يستطيع الرئيس بري أن يسأل وزارة الخارجية والمغتربين ماذا فعلت وما هي الخطوات التي اتخذتها؟ لذلك، كل ما نقوم به هو التمسك بالاتفاق الذي حصل علناً بين الكتل النيابية كافة بأن الدستور لا يعدل لاقتراع من بلغوا سن الثامنة عشرة قبل أن تكون وضعت المراسيم التنفيذية لحق اللبنانيين غير المقيمين بالاقتراع». واكد ان «القوات» مع «أن يقترع الشباب في سن ال18 ويعرف الجميع أنه اذا أردت ان أنظر الى الأمر من الزاوية الحزبية الضيقة سنكون نحن أكثر المستفيدين. لكن في الوقت نفسه يجب أن نأخذ في الاعتبار الحفاظ على حقوق اللبنانيين المقيمين خارج لبنان والتي يتم التلاعب بها، لذلك من غير الممكن أن نسير بتعديل الدستور في جلسة الاثنين قبل أن تكون وضعت المراسيم التنفيذية. وعندما تصدر هذه المراسيم نوافق على تعديل الدستور كما تعهدنا في اليوم التالي». وتمنى على «الرئيس بري ان يعود الى محاضر جلسات آذار الفائت، والتصرف على هذا الأساس». ولفت الى «نقاط تلاق مع تكتل «التغيير والإصلاح» في مواضيع عدة كهيئة الغاء الطائفية السياسية وإدراج مشروع قانون استعادة الجنسية اللبنانية على جدول الأعمال لكن في المواضيع الكبرى كسلاح حزب الله فالاختلاف لا يزال قائماً». وتحدث عن «لقاءات تنسيقية بين الطرفين تحصل بين وقت وآخر مذّكراً بالاتصال الذي حصل في المجلس النيابي بين النائبين انطوان زهرا وإبراهيم كنعان، كما أن النائب جورج عدوان لديه أكثر من اتصال مع أكثر من شخص في التكتل للتداول في الشؤون كافة». وعن العلاقات اللبنانية - السورية، قال جعجع: «لم ندع يوماً الى بناء جدارعازل بيننا وبين سورية أو الى قطع العلاقات معها، كنا نطالب بأن تتعاطى سورية مع لبنان كدولة وكشعب مستقل وألا تتدخل في شؤونه الداخلية، لكن في الأسبوعين الماضيين سجلت خطوات الى الوراء سواء من خلال استحضار «أبو موسى» الى الساحة اللبنانية بعد غياب دام نحو 25 سنة، أم ما ورد اليوم من معلومات عن مناورات بالذخيرة الحية تجرى في قوسايا». وعن الحملات التي تطاول رئيس الجمهورية ميشال سليمان قال جعجع: «أعتقد ان فخامة الرئيس هو من يعرض نفسه لهذه الحملات، بمعنى أنه كلما وضعوا امامه عرقلة ما أو شنوا هجوماً عليه يحاول، لإيقاف هذه الحملات، إرضاءهم. وعندما وجدوا ذلك مناسباً لهم أكملوا على هذا المنوال «لقيوها تجارة ربّيحة»، اذ عندما يريدون شيئاً منه يشنون حملة عليه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هذا المسار، في رأيي، جعل رئيس الجمهورية يحيد عن موقعه التوافقي الذي كان فيه في الأشهر الأولى من عهده، فاذا رأينا مواقفه في كل المحافل العربية او الدولية أو حتى في لبنان فهي أقرب الى الفريق الآخر، أتى رئيس الجمهورية على اساس توافقي، وذلك يعني أن مواقفه يجب ان تكون الحد الأدنى المتوافق عليه بين جميع اللبنانيين، وآسف لذلك وأتمنى أن يأخذ مجدداً موقعه التوافقي بغض النظر عن الهجومات التي يتعرض لها من الفريق الآخر، لأنه اذا اراد اعطاءهم تحت ضغط الهجوم عليه سيهاجمونه باستمرار». وعن التحضيرات لذكرى 14 شباط (ذكرى اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري) قال جعجع: «الخطوط العريضة باتت واضحة لدينا لكن تفاصيل المهرجان والخطباء لا تزال قيد الدرس عند قيادات 14 آذار، وأوجه نداء الى جميع اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم، مسيحيين ومسلمين، للنزول الى ساحة الشهداء هذه المرة أكثر من أي مرة مضت، وذلك لتكريم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ولتكريم الذين استشهدوا في خلال مسيرة السيادة والاستقلال». ورأى جعجع «أن احتفال السنة سيكون له رونقه الخاص بعدما دأب الفريق الآخر منذ سنة وثمانية أشهر على التشييع ان 14 آذار انتهت ولم يبق هناك ثورة أرز ولا أرز، لذلك سيرون في 14 شباط المقبل أن الأرز لا يزال قائماً وثورة الأرز مستمرة و14 آذار باقية في أبهى حللها».