قرأت في موقع إلكتروني «ثمانيني يتزوج طفلة عمرها 12 عاماً، وكان إغراؤها في الزواج بمجموعة ألعاب اطفال»، كانت الردود كلها غاضبة ما عدا رد سيدة واحدة تقول إن الموضوع شأن شخصي وربما يكون جسمها كبيراً! وهي لا ترى ان ذلك جريمة بل شأن شخصي! إنني أرى اكثر من جريمة في هذا الموضوع، أولاً: جريمة «اغتصاب للطفولة» ارتكبها «ثمانيني» وليس مراهقاً، ثانياً: الجريمة ارتكبت تحت غطاء الدين، ثالثاً: تم ارتكاب جريمة الرقيق الابيض «بيع مقابل مال»، رابعاً: الطفلة تعرضت الى جروح ونزيف وصدمة نفسية، خامساً: الأب خان أمانة الله لديه وتخلى عن المسؤوليه كأب. كانت «طفلة بريدة»، والآن «طفلة الجنوب»، وغدا الله العالم... ومازال هناك بعض الظلاميين الذين يلوون اعناق الآيات والأحاديث، بحسب رغباتهم وأهوائهم، ويضعون زواج الرسول «صلى الله عليه وسلم» من عائشة مشجباً يعلقون عليه حججهم الظلامية، والمقام هنا ليس مقام تفنيد لحججهم التي تم تفنيدها مراراً وتكراراً ولكن قومي لا يعقلون، ومع ذلك أقول إن عائشة «أم المؤمنين» وزوجها رسول الخلق المعصوم، ومع هذا كانت في ال«19 عاماً» حين زواجها، وكذلك الزمان والمكان غير الزمان والمكان، وبعيداً عن الدين فالمرأة لا يكتمل نمو جسدها ويكون قادراً ومهيئاً على احتواء الجنين والإنجاب قبل سن ال «20 عاماً»، هذا رأي العلم وليس رأيي الشخصي، إذن هي جريمة بكل المقاييس، وأنا هنا أخاطب وأرجو الجمعيات والهيئات الإنسانية وأولي الرشد من رجال الدين بوضع حدٍ لهذه الجرائم وسن عقوبة رادعة لمن تسول له نفسه تزويج طفلته من اجل حفنة دراهم. إن المناظرات والندوات والاختلافات لن تنقذ هؤلاء الاطفال، وسنسمع بالمزيد، وهذه الحادثة ليست الوحيدة بل هي الوحيدة التي طفت على السطح، وهناك الكثير من الزيجات من هذا النوع لا نعلم عنها شيئاً، أنا شخصياً كنت مطلعاً على زواج «سبعيني» من فتاة في ال «15» من عمرها مقابل دين لم يتمكن من سداده والد الفتاه للسبعيني، وتم تزويجها رغماً عنها، وحصلت على طلاقها في غضون أيام وعادت إلى بيتها حاملة في أحشائها جنيناً لا يعلم مستقبله إلا الله. بعض «النعاميين»، نسبة الى النعامة، يرفضون اي إثارة لمثل هذه المواضيع وعادة ما يندسون تحت عبارة «ذلك ليس بظاهرة»، والواقع هم يقصدون ان ذلك الامر حصل للآخرين ولم يحصل لهم... كما قال أحد المسؤولين «إن العنف الأسري ليس بظاهرة». يعتقد بعض الآباء ان اطفالهم ملكية خاصة بهم يفعلون بها ما يشاؤون، وليس لهم اي حقوق او رأي، وأن الواجب تجاههم هو المسكن والمأكل فقط لا غير، إذ إن التثقيف الأسري هو الأهم إلا ان الشريحة المستهدفة هنا ليس لهم اي اهتمام بأي وسيلة إعلامية تستهدفهم، ولذلك أرى انه يجب سن قوانين صارمة تكون واضحة لكل من يرتكب مثل هذه الجرائم. [email protected]