انتقلت السعودية إلى مصاف الدول الكبرى في مجال الوقود المكرر، إذ تعرض على زبائنها الملايين من براميل الديزل، وقد تشعل حرب أسعار مع منافسين آسيويين مع تدفق صادراتها على سوق متخمة بالمعروض. وبينما أدت استراتيجية حماية الحصة في السوق إلى استمرار وفرة المعروض في أسواق الخام وانخفاض أسعار النفط، حققت المملكة نجاحاً في حماية هذه الحصة، إذ ظل الإنتاج العالمي مرتفعاً على رغم نزول الأسعار. وأفادت مصادر تجارية بأن «أرامكو للتجارة» عرضت 2.8 مليون برميل من وقود الديزل المنخفض الكبريت في عرض للتحميل في الفترة بين أواخر الشهر الجاري وأوائل آب (أغسطس)، ما يكفي لتلبية الطلب الياباني ثلاثة أيام ونصف اليوم. وقال محلل شؤون التكرير والكيماويات لدى «وود ماكنزي» سوريش سيفاناندام: «نرى التأثير فعلاً في منطقة آسيا والمحيط الهادئ». وأضاف: «في العام الحالي لن يتم تصدير نقطة وقود ديزل واحدة من سنغافورة إلى الشرق الأوسط»، في إشارة إلى ما كان من قبل طريقاً مألوفاً لتصدير الديزل. وتؤدي الزيادة، خصوصاً في شحنات وقود الديزل المنخفض الكبريت إلى أوروبا، إلى تنافس السعودية مع الهند وكوريا الجنوبية، وهما من كبار مصدري الديزل في آسيا، وتقلّص هوامش الربح من زيت الغاز في آسيا إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات. (للمزيد) وأعلنت شركة سمسرة أن فورة نشاط الشحن من يُنبع دفعت معدلات شحن الناقلات القادرة على قطع المسافات الطويلة إلى الارتفاع نحو 20 في المئة منذ الأسبوع الماضي. وأضافت: «صارت ينبع عملاقاً في مجال نواتج التقطير»، في إشارة إلى ارتفاع الصادرات من الميناء المطل على البحر الأحمر. وأظهرت بيانات ملاحية أن ما لا يقل عن سبع سفن مصممة لقطع المسافات الطويلة حجزت موقتاً لتحميلها بوقود الديزل من ينبع ونقله إلى أوروبا. ويُتوقع أن تواصل صادرات الخليج ارتفاعها مع اتجاه الطلب المحلي إلى التراجع في نهاية الصيف، نظراً إلى انخفاض معدل توليد الكهرباء. وفي الأسواق، ارتفعت أسعار النفط أمس بعدما أدى انقطاع الطاقة إلى إغلاق أكبر حقل نفط بريطاني، ما قلّص الكميات التي تُضخ في خط النفط الرئيس في بحر الشمال من مزيج «برنت». كما وجدت أسعار النفط دعماً في بيانات أظهرت انخفاض مخزون الخام الأميركي. وأفاد متعاملون بأن حقل بازارد الذي يُنتج عادة ما بين 170 و180 ألف برميل يومياً بعد انقطاع الكهرباء أغلق. وارتفع سعر «برنت» في عقود أغسطس 55 سنتاً إلى 57.60 دولار للبرميل. كما زاد سعر الخام الأميركي الخفيف 30 سنتاً إلى 51.71 دولار للبرميل.