بغداد، طهران، بروكسل، لندن، واشنطن - رويترز - تراجع النفط امس بعدما أخفق وزراء منطقة اليورو في التوصل إلى اتفاق على حزمة إنقاذ ثانية لليونان، ما عزز المخاوف في شأن سلامة الاقتصاد الأوروبي ودفع اليورو إلى التراجع أمام الدولار. وأثار ارتفاع مخزون البنزين في الولاياتالمتحدة أيضاً قلق المستثمرين، إذ يشير إلى احتمال تباطؤ الطلب على الوقود في أكبر مستهلك للنفط في العالم. وانخفض مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم تموز (يوليو) التي انتهى تداولها أمس، 1.23 دولار للبرميل إلى 118.93 دولار، بينما تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف 1.02 دولار إلى 98.35 دولار. وأشار معهد البترول الأميركي إلى أن مخزون البنزين الأميركي ارتفع بمعدل 1.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهي سادس زيادة على التوالي وتتماشى مع التوقعات. وعوّض ذلك التأثير الصعودي القوي لانخفاض مخزون النفط الخام الذي تراجع ثلاثة ملايين برميل وهو مثلي المتوقع. وتراجعت العلاوة السعرية لخام «برنت» على الخام الأميركي القياسي عن 21 دولاراً للبرميل، بعدما سجلت مستوى قياسياً عند 22.79 دولار أول من أمس. وأفادت مصادر بأن مسؤولين أميركيين وسعوديين اجتمعوا في الأسابيع القليلة التي سبقت اجتماع «أوبك» الفاشل في الثامن من الجاري، لبحث ترتيب غير مسبوق كان سيفاجئ السوق، وهو مبادلة خام عالي الجودة من احتياط الطوارئ الأميركي بخام ثقيل منخفض الجودة من السعودية. وتضمنت الفكرة شحن كميات من الخام الخفيف منخفض الكبريت من المخزون الاستراتيجي الأميركي إلى المصافي الأوروبية التي كانت في حاجة إليه، بعدما قطعت الحرب في ليبيا صادرات الخامات الممتازة المفضلة في إنتاج البنزين والديزل. وفي المقابل، كانت السعودية ستبيع خامها الثقيل عالي الكبريت إلى الولاياتالمتحدة في مقابل حسم، لملء المخزون الأميركي مجدداً. لكن أربعة مصادر أكدت أن الأمر لم يتجاوز مرحلة التخطيط. واختلفت المصادر في شأن أي البلدين اقترح الخطة. ومع تجاوز أسعار البنزين أربعة دولارات للغالون في أنحاء كثيرة في الولاياتالمتحدة، كان الرئيس الأميركي باراك أوباما يرى شعبيته تتراجع في استطلاعات الرأي، في وقت بدأ فيه البيت الأبيض بالتركيز على انتخابات 2012. وكان السعوديون قلقين على عافية الاقتصاد العالمي مع ارتفاع أسعار النفط فوق مئة دولار للبرميل، معتقدين أن ارتفاع الأسعار وإن كان جيداً لإيرادات المملكة في الأجل القصير، فسيقلص الطلب على الوقود في الأجل الطويل. وأعلنت السعودية أنها ستزيد الإنتاج في شكل منفرد. وتقول مصادر إن السعودية بصدد رفع الإنتاج في تموز (يوليو) بنحو مليون برميل يومياً إلى نحو 10 ملايين برميل يومياً. وقال مندوب إيران في «أوبك» محمد علي خطيبي أمس: «لا أحد يرى ما يستدعي عقد اجتماع طارئ، لكن إذا حدثت ظروف طارئة بالسوق فسيُناقش الأمر مع رئاسة أوبك» التي تتولاها إيران. وأضاف: «السوق متوازنة وستتدخل أوبك إذا اقتضت الضرورة. كلما اختل التوازن تحاول أوبك إعادة التوازن مجدداً إليها». وقال الرئيس التنفيذي لشركة «ايني» الإيطالية العملاقة للنفط باولو سكاروني إن «قطاع الطاقة الإيطالي سيتعرض لأزمة إذا حدث انقطاع آخر للإمدادات إضافة لما سببه الصراع الحالي في ليبيا». وأضاف أمام البرلمان الأوروبي: «حتى إذا كانت إيطاليا تتعامل مع الموقف جيداً، سيكون حدوث انقطاع في الإمدادات من جهتين خطيراً بحق، خصوصاً في الشتاء». وأعلن مسؤول بقطاع النفط العراقي إن العراق وشريكيه «رويال داتش شل» البريطانية - الهولندية و»بتروناس» الماليزية منحوا مجموعة «دودسال» ومقرها دبي عقداً بقيمة 106 ملايين دولار لبناء خط أنابيب في حقل مجنون النفطي. وبموجب الاتفاق ستتولى «دودسال» إنشاء خط الأنابيب بطول 79 كيلومتراً لنقل النفط من حقل مجنون الفائق الضخامة إلى مستودع لتخزين النفط قرب الزبير في جنوب العراق.