يشارك نحو ستة آلاف من طلبة المدارس في بريطانيا في تجربة رئيسة لتحديد ما إذا كان التدريب على توخي اليقظة للمراهقين يمكن أن يحسن من صحتهم الذهنية. ويرتكز مفهوم اليقظة على فكرة التعمق في إدراك الواقع من خلال تعمد التركيز على الانفعالات والأفكار والمشاعر مع تقبل هذه الأمور. ويقول أنصار مفهوم اليقظة إن هذا التفهم يساعد الناس على الاستجابة على نحو هادف وله مغزى بدلاً من التجاوب مثل "الطيار الآلي". وتجري الدراسة على ثلاث مراحل في 76 مدرسة. وتتضمن مراحل لاحقة من الدراسة بحوثاً تجريبية للوقوف على مدى أثر اليقظة على الصحة الذهنية للمراهقين وتقييم أكثر السبل فعالية لتدريب المعلمين على إلقاء دروس على الطلبة للتعود على الانتباه. ويدرك العلماء أن الطلبة في سن المراهقة معرضون في صورة أكبر إلى مخاطر الصحة الذهنية لا سيما في مناطق المخ المسؤولة عن اتخاذ القرار والتحكم في الانفعالات والذكاء الاجتماعي. ويبدأ أكثر من ثلاثة أرباع جميع الاضطرابات الذهنية قبل سن 24 ونصفها ببلوغ سن 15. وقال الباحثون المشرفون على الدراسة من جامعة "أوكسفورد" البريطانية وجامعة "إكستر" و"كلية لندن الجامعية" وغيرها، إن البحث يستند إلى نظرية تقول إنه مثلما أن التدريب البدني يرتبط بسلامة الصحة الجسمانية فإن القدرة على التكيف النفسي مرتبطة بسلامة الصحة الذهنية. ويأمل العلماء أنه من خلال تحسين الصحة الذهنية والتدخل المبكر في هذا الصدد يمكن تفهم ما إذا كان بالإمكان العمل على منع الإصابة بالأمراض العقلية.