المراهقة مرحلة انتقالية بين الطفولة المتأخرة والرشد، يجتهد فيها المراهق للانفلات من الطفولة المعتمدة على الكبار ويبحث عن الاستقلال الذاتي الذي يتمتع به الراشد، فيصبح ممزقا بين عالمي الطفولة والرشد.. ومن هنا تكمن أزمة هذه المرحلة التي يقول عنها د. محمد أحمد مدرس جراحة المخ والأعصاب: يحلو للكثير تسمية المراهقة بمرحلة الولادة الجديدة أو العاصفة أو فترة الأزمة النفسية، لأنها احدى المراحل العمرية الحرجة في حياة الإنسان. ويضيف موضحاً: تبدأ مرحلة المراهقة بشكل بيولوجي «عضوي» وهو البلوغ ثم تكون في نهايتها ظاهرة اجتماعية، حيث يقوم المراهق بأدوار أخرى ما كان يفعلها من قبل وبهذا المعنى فإن المراهقة عملية بيولوجية نفسية اجتماعية تسير وفق امتداد زمني متأثرة بعوامل النمو البيولوجي والفسيولوجي وبالمؤشرات الاجتماعية والحضارية والجغرافية، فهي مرحلة مرتبطة بتغيرات فسيولوجية في الجسم، ومنها تغير الأعضاء الجنسية والتي تكتمل نموها. ويشير إلى أن أول صدام للمراهق مع المجتمع، يكون هناك تردد وصراع نفسي لنيل متطلبات الجسم واثبات الذات سواء عن طريق الأسرة أو المجتمع مما يؤدي إلى شتات التفكير وشرود الذهن في المرحلة السنية. وأوضح د. محمد ان هناك اختلافا سلوكياً وفكرياً مؤقتاً في هذه المرحلة. وهذا يفسر الاتجاه الديني عند بعض الشباب والسيطرة الجسمانية عند البعض الآخر. وقد يحدث أيضا بعض التغيرات التي تجعل التفكير يتشتت في كل الاتجاهات. كما يؤكد على أهمية دور الآباء في التعامل مع هذه المرحلة نظراً لخطورتها وعدم ارجاع كل شيء إلى الناحية الجنسية فقط، بمعنى ان الحالة التي قد يظهر عليها المراهق من حالة الشرود والنسيان قد يكون سببها مشكلات نفسية أو ضغوط عصبية. أما الدكتور خالد سلام مدرس جراحة المخ والأعصاب فيرى ان مشكلات الذاكرة وصعوبة التعلم عند المراهقين من أكبر المشكلات التي تصادف كل المجتمعات وخصوصاً المجتمع المصري الذي يعتبر التعليم هو أمل كل المصريين. وترجع هذه المشكلات الموجودة في الجنسين وبنسب متساوية إلى الاضطرابات الهرمونية المصاحبة لهذه الفترة السنية، واعتبر احلام اليقظة من أكبر المشكلات التي تواجه المراهقين، مما تؤدي إلى الشرود أثناء المذاكرة وعدم الاستيعاب بشكل جيد، مشيراً إلى أن هذه الحالة قد تجعل المراهق يلجأ للنوم لفترات طويلة مع عدم القدرة على ممارسة الأعمال الذهنية بشكل طبيعي، وقد يكون هناك عوامل أخرى عضوية وهي الاضطراب الكهربي بالمخ في بعض الحالات التي تؤدي إلى لحظات الشرود، ثم العودة لنفس العمل وهي تظهر في هذه السن وتستجيب بشكل جيد للعلاج الدوائي. ويؤكد د. سلام ان هناك ما يسمى بضعف الذاكرة بالايحاء وهذا هو سمة العصر، لأن كل الأفراد تقريباً يعانون من ضعف الذاكرة والسبب في ذلك هو سرعة إيقاع العصر ويعني سرعة دخول المعلومات إلى العقل دون القدرة على الاحتفاظ بها. أما عن سبب انتشار ضعف الذاكرة في شباب المراهقين فتكاد تكون متساوية وغير ثابتة وترجع إلى احساس الشخص بها أي ان السبب نفسي.