لا يستبعد معلقون إسرائيليون في الشؤون الحزبية، أن يكون «الاتفاق النووي» بين إيران والدول الست «المبرر» لزعيم «المعسكر الصهيوني» المعارض إسحاق هرتسوغ للانضمام إلى الائتلاف الحكومي الهش الذي يقوده رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، مشيرين إلى دعوة نتانياهو لهرتسوغ من على منبر الكنيست أمس، ل «تشكيل جبهة موحدة أمام العالم والعمل سويةً ضد الاتفاق»، وحديث هرتسوغ المتماثل مع رئيس الحكومة بشأن «الأخطار الكامنة لإسرائيل في هذا الاتفاق» ووجوب إرجاء الانتقادات لرئيس الحكومة على سوء إدارته الأمور مع الولاياتالمتحدة إلى موعد آخر. ولعب نتانياهو على وتر «المسؤولية القومية» التي يجب أن يتحلى بها قادة الأحزاب الصهيونية، وقال في كلمته إنه «في المسائل الوجودية لا يوجد ائتلاف ومعارضة، إنما يجب أن نكون جبهة موحدة من أجل تأمين وجودنا». وتوعد نتانياهو بمواصلة محاربة الاتفاق داعياً المعارضة إلى دعم موقفه، «لأننا بحاجة إلى تشابك الأيدي بين تلاميذ جابوتنسكي (مؤسس ليكود) وبن غوريون (مؤسس حزب العمل)، وهذا ما يريده الشعب أيضاً». واتفق هرتسوغ في كلمته الجوابية مع نتانياهو، على أن «الاتفاق سيئ يعرّض المصالح الأمنية لإسرائيل والمنطقة إلى الخطر»، وأنه يجب العمل ضد الاتفاق. وتابع أنه «رغم الخلاف مع نتانياهو ووجوب محاسبته لاحقاً على سلوكه وقراراته، لكن علينا أن نعتبر الاتفاق تحدياً قومياً وأمنياً لنا جميعاً، سواء للمدى القريب أو البعيد»، مضيفاً أنه يمكن القيام بهذه المهمة من مقاعد المعارضة. وكانت الأحزاب الصهيونية كافة نددت بالاتفاق، لكن بعضها أنحى باللائمة على رئيس الحكومة شخصياً، لعلاقته الشخصية السيئة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهو ما لم يعجب قادة أحزاب أخرى سبق أن دعوا إلى «إرجاء» الانتقادات لوقت آخر ووجوب ظهور إسرائيل أمام العالم «موحدة الصفوف». ومقابل الكلام «الناعم» لزعيم «المعسكر الصهيوني»، شن زعيم حزب «يش عتيد» المعارض يئير لبيد هجوماً شخصياً عنيفاً على رئيس الحكومة، معتبراً الاتفاق «أكبر فشل للسياسة الخارجية لأي رئيس حكومة منذ إقامة الدولة»، مضيفاً أنه سيواصل الدفاع عن موقف الحكومة خارج البلاد حتى يقتنع العالم والكونغرس بوجوب تغيير الاتفاق حول سبل مراقبة المنشآت النووية، «وسأفعل ذلك باللغة الإنكليزية فقط خارج البلاد، لكننا هنا، باللغة العبرية يجب أن نقول الحقيقة بأن رئيس الحكومة فشل فشلاً ذريعاً، وأنه لو تصرف بشكل آخر لكنا حققنا اتفاقاً آخر بشأن مراقبة المنشآت النووية الإيرانية». وزاد لبيد أنه حتى لحظة توقيع الاتفاق اعتقد العالم أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تسيران دائماً يداً بيد، لكن بعد الاتفاق يدرك العالم أن واشنطن لا تريد الإصغاء لما تقوله تل أبيب، «لقد ترك نتانياهو وراءه خراباً في العلاقات مع الولاياتالمتحدة، ويجب أن ينصرف إلى بيته في أعقاب هذا الفشل الذريع». واتهمت زعيمة حركة «ميرتس» اليسارية زهافه غالؤون زعيم «المعسكر الصهيوني» إسحاق هرتسوغ، بأنه يلهث وراء الانضمام إلى الحكومة، وأنه سيجد في الاتفاق مع إيران «الذريعة» المناسبة لإدخال حزبه إلى الحكومة، «وأنا أعرف تمام المعرفة أن المعسكر الصهيوني في طريقه إلى الحكومة». ورد هرتسوغ على هذا الكلام واعتبره «هراء»، إلا أن معلقين في الشؤون الحزبية لا يستبعدون احتمال انضمام «المعسكر الصهيوني» للحكومة وتولي هرتسوغ منصب وزير الخارجية، وهو ما يريده نتانياهو، لعجزه عن تصريف الأمور مع ائتلافه الحكومي الضيق والهش. في المقابل، فإن مصلحة هرتسوغ الانضمام إلى الحكومة ولعب دور في تحديد سياستها، «ليبقى حزبه على قيد الحياة ويبقى هو زعيماً للحزب» قبل عام من الانتخابات على الزعامة.