رفعت إمارة منطقة جازان مطالب عدد من أهالي الحرث إلى وزارة الداخلية. أوضح ذلك ل»الشرق» وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله بن محمد السويد. وبين أنه اجتمع ومحافظ الحرث مع عدد من مشايخ ومواطني تلك القرى واستمع إلى مطالبهم، بناء على توجيهات من أمير المنطقة، مبيناً أن بعض المطالب قابلة للتحقيق من خلال اللجان وإمارة المنطقة. وقال إن الأهالي تعجلوا تشغيل مستشفى الخوبة، وطلبوا بإسكانهم في تجمعات واحدة كما في قراهم سابقاً، بحيث تكون كل قرية في محيط واحد في الإسكان، مشيراً إلى أن ذلك نستطيع تحقيقه، وسوف تقوم اللجان المسؤولة عن الإسكان بتوفير ذلك حسب رغبتهم. وقال السويد أفهمنا الأهالي أن تعويضات مساكنهم مجزية، وليس كما أشيع، مبيناً أن الأمر السامي صدر بمنحهم تعويضات مجزية. وأضاف أنه سيتم تسليم عدد من المواطنين مساكنهم التي اكتملت وتم تأثيثها بالكامل اعتباراً من السبت المقبل، وتم تحديد القرى التي سيتم تسكين مواطنيها، على أن تستمر عملية التسكين تباعاً وتدريجياً. وقال إن ألفي وحدة سكنية تم تجهيزها، وسوف تُستكمل بقيتها قبل نهاية العام. وعن رفض بعض المشايخ تسلم المساكن وتقديمهم عريضة لمحافظ الخوبة تفيد بذلك، قال السويد علمت بهذا وحتى الآن لم نتسلمه رسمياً. والتمسَ لهم بعض العذر لأسباب قد يتم حلها في الفترة المقبلة. وقال إنهم يمثلون نسبة بسيطة ونحن نحترم وجهة نظرهم ونسعى لإيجاد الحلول وبخاصة في القرى وحرم الحدود. وبيّن أن مساكنهم ستبقى حتى يتسلموها ضمن مشروع الإسكان. وعدّ مطالبهم أمراً مشروعاً، مبيناً أنهم طلبوا أن يكون حرم الحدود أقل من المساحة التي حُددت له في بعض القرى مع مراعاة زيادة أو إنقاص المساحة تبعاً لاختلاف الطبيعة الجغرافية. وقال إن هناك لجاناً نعمل من خلالها، وهناك ما يُرفع لوزارة الداخلية للتوجيه بشأنه. ورصدت عدسة «الشرق» وجود عديد من أهالي قرى الحرث أمام بوابات حرس الحدود، مفضلين الإقامة في العراء منذ أول أيام عيد الفطر المبارك، حيث أدوا صلاة العيد أمام البوابات التي تفصلهم عن مساكنهم ومزارعهم منذ نزوحهم نتيجة أحداث الحد الجنوبي أواخر عام 1430ه. ويطلب الأهالي نقل معاناتهم أملاً في إنهائها. وقال شيخ قبيلة بني شراحيل الشيخ حسن علي سيبان شراحيلي، إننا نترقب إعادتنا إلى ديارنا وإنهاء معاناتنا. وأمام بوابة جسر الخوبة الشمالية التقينا بعدد من أهالي القرى الواقعة خلف السياج الحديدي العازل عن قراهم، حيث أوضح المواطن علي يحيى مغبش سلامي أنهم يأملون في العودة إلى قراهم خاصة وأنهم مزارعون ويعيشون على دخل محاصيلهم الزراعية وتربية الماشية. وقال لقد انتقلنا إلى بيئة مختلفة تنعدم فيها مسببات مصادر رزقنا. وأمام بوابة العرة التي تقع شرق مركز خلب لحرس الحدود في الخوبة التقينا بالمواطن قاسم محمد مساوي الذي يبلغ من العمر ثمانين عاماً، حيث حكى عن حجم المعاناة التي يتكبدها النازحون والصعوبات التي واجهتهم في رحلة نزوحهم على المستوى النفسي والمعيشي والاجتماعي، نتيجة مفارقة أرضهم، وقال مع ذلك لم يفارقنا الأمل في الله ثم في قيادتنا الرشيدة بالعودة لإعمار قرانا وإعادة الحياة إليها من جديد. عدد من الأهالي النازحين يحاولون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.. ولكن في العراء مسنّ يشتاق إلى العودة لأرضه ويفضل البقاء في العراء مشروع اسكان النازحين في العارضة