تشتهر محافظة الداير بالأكلات الشعبية التي تقدم على السفرة الرمضانية ورغم تغيرها عن السابق إلا أنها مازالت تحتفظ بطابعها التراثي المميز ومازال " خبز الميفا" يتصدر قائمة السفرة المالكية حتى يومنا هذا رغم اختلاف طريقة إعداده عن السابق حيث كانت تتسم بنوع من البساطة لعدم توفر الإمكانيات اللازمة وهو عبارة عن رقائق من عجين البر والدقيق التي كانت تؤخذ في ذلك الوقت من المنتوجات الزراعية . ثم توضع في إناء مخصص مصنوع من الحجر يسمى “الميفا"، وما زال هذا الإناء يستخدم حتى اليوم كونه يتميز بحفظ حرارة الطعام مدة طويلة. في حين تعمل ربات البيوت في الوقت الحالي إلى إدخال بعض الوجبات العصرية على المائدة كالسمبوسة والشوربة والمعكرونة والحلويات والفطائر بجميع أنواعها. وتكاد السفرة المالكية تخلو سابقا من العصائر أو الخضروات ولم يكن يقدم عليها غير التمر والقهوة والقشر . وذكر المواطن علي المالكي أن ضعف الإمكانيات قديما بالنظر للوقت الحالي دفعهم إلى حفظ اللحوم بطرق بدائية معينة بتعليقها على الحبال في الهواء الطلق لمدة ثمانية أيام متتالية دون أن يحدث لها أي تغيير من حيث الرائحة والطعم غير أنه يجف قليلا وبينت أنهم كانوا يبرّدون مياه الشرب في مايسمى ب" المشراب" و"الغرب" وهي مصنوعة من جلود الأغنام . وأشار المالكي إلى أنهم كانوا يقضون يومهم الرمضاني كأي يوم آخر في السنة فيستيقظون مع بداية طلوع الشمس ويزاولون أعمالهم الاعتيادية وينامون بعد صلاة العشاء والتراويح مباشرة بينما كانوا يعرفون وقت الإفطار ويعرفون وقت السحور عند رؤية نجم الزهرة ساطعا مبينة أنهم يحسبون الأشهر قديما بالمنازل القمرية وحركة النجوم ومن أشهر النجوم التي استدلوا بها في تتابع الأشهر وتعاقب الفصول نجم “سعد" والثريا" والمرزم" وسهيل والدلو والطرف وغيرها. ومازال كبار السن يفضلون تناول الأكلات الشعبية على وجبة السحور كالبر والسمن كما أن هناك بعض الشباب مازالو يفضلونها .