في كل فصول الحكايات تبدأ بمعاناة مع مرض وتنتهي إلى المقبرة.. في كل تلك الحكايات مشهد مؤلم.. ولحظة مؤثرة تعبر بك عبر بوابة مستشفى تعتقد لوهلة أنك ستعود لحياتك عبر بوابة إلى دنيا تعيشها. تلك الحياة كانت "لبدر العامري".. قصيرة حد الذهول بداية الألم لحظة اختناق عابرة والمتسبب هي "الغبرة" حمله معها والده"اسماعيل العامري" نحو مستشفى جازان العام وكما هي العادة فاسطوانة الاكسيجين تختفي حينما تتعاظم الحاجة لها والأسرة تزدحم حينما يعجز مستشفى عن إيجاده لمريض الأربع سنوات. في المركزي ...الفصل الثاني في أرجاء مستشفى الملك فهد المركزي بأبي عريش دارت فصول المشهد الثاني من عمر بدر فالطفل الذي عاني من اختناقة بسيطة لم يجد طبيبة أقل من المغذيات لإسعافه ..فسر الشفاء وقاموس المصطلحات الطبية يتوارثه الأطباء فالمريض لن يقتنع بالأدوية مالم تكن إبرة أو مغذية. بدر تعرض للوخز من كل اتجاه ولم تستطع أجهزته الحيوية أن تحتمل كل تلك الوخزات فاستسلمت ..علها تجد من ينقذه؟ شواية طبية الحرارة عنصر فاعل في قتل الأمراض.. والمرضى ..بدر تعرض للفحات جهاز التدفئة الذي وضع بجواره دون مراعاة لمفعول تلك الحرارة التي شوهت جسده وقتلت ابتسامته. نهاية الألم انتهت آلم بدر وانتقل إلى رحمة رب العالمين ومازالت جراحات موته تدمي قلب والده وأمه المكلومة فطفلها الذي اكتحلت برؤيته لم تعد تسمع نداءاته ف"بدر مات" ديوان لمظالم ..نهاية الحل إسماعيل العامري لم يجد أمامه طريقا ينصفه من أولئك الأطباء إلا بالتوجه صوب ديوان المظالم فطفله رحلت ابتسامته عن دنيانا ..ولكن قاتله ما زال بيننا ..فهل سيجد من يعاقب القتلة ، ام أنهم ماضون في سلب أرواح البسطاء من أبناء المنطقة دون أن يقف في طريقهم رجل عاقل يقول للمخطئ أخطأت ويعاقبه وللمحسن أحسنت ويشكره .؟!