كل مواطن في بلادنا الحبيبة قد كفلت ووفرت له الدولة حفظها الله الرعاية الصحية ، فقامت بإنشاء المدن الطبية والمستشفيات والمستوصفات ومراكز الرعاية الأولية ولكن هناك وللأسف من يتساهل في تقديم هذه الخدمات ولا يقدر المسؤلية ولا يعي الأمانة الملقاة على عاتقه ، ففي هذا اليوم الأحد الموافق 1432/11/25ه توجهت في تمام الساعة الخامسة مساءً بأحد أبنائي الى (مركز الرعاية الأولية بآل سلمى ) التابع لمحافظة الداير حيث كان يشكو من مشاكل في الجهاز التنفسي ، وقد تعمدت التأخر حتى يقل الزحام ، ولكني تفاجأت بما شاهدته من زحام حتى أني لم أجد موقف لسيارتي الا بصعوبة ورأيت المراجعين والمرضى في فناء المركز واقفين ، فقلت لعلهم يقطعون وقتهم بالحديث ومشاهدة المارة حتى يأتي دورهم في الدخول على الطبيب ، ولكن بعد دخولي الى المركز عرفت سبب وقوفهم حيث كانت المقاعد الخاصة بالانتظار متكدسة بالمرضى من أطفال ونساء وقد تعالت أصوات البكاء والأنين من أطفال مرضى ونساء قد طفق بهم الكيل من طول الانتظار ، توجهت الى غرفة الكشف ولم يكن متواجداً به غير الممرضات وبعد اجراء الفحوصات الأولية من قياس للضغط والحرارة وتسجيل البيانات ، سألت عن الطبيب فقالوا أنه لم يأت بعد ، فقلت لعل المانع خير ، ليس لدينا غير الانتظار ، ولكن مع مرور الوقت زاد توافد المرضى وزاد الزحام حيث أن هذا المركز يخدم مواطنين من عدة قبائل فهو يخدم قبائل حبس وآل تليد وآل سلمى وآل علي ، وتعتبر الخدمات فيه قليلة وكذلك العيادات والكوادر مقارنة بهذا الكم الهائل من المراجعين ، وقد قابلت أحد موظفي المركز وسألت عن هذا الوضع وسبب تأخر الطبيب فأجابني بأن هذا الوضع متعودين عليه في الفترة المسائية ، وعبر المواطن يونس المالكي أنه في يوم أمس السبت انتظر من العصر الى المغرب ولم يأت الطبيب وجاء في هذا اليوم لعله يجد دواء يسكن ألمه ولكن نفس المأساة تتكرر ، كما عبر المواطن/ يحيى التليدي عن غضبه من هذا الأهمال والتسيب والفساد ، حيث أنه قطع مسافة طويلة للوصول الى هذا المركز ولم يجد شيء يخفف به من آلام أطفاله ، وقد انتظرنا الى أذان المغرب ولكن الطبيب لم يحضر فقرر البعض وأنا منهم العودة الى منازلهم ، وبقي القليل يعيشون لوعة الانتظار لعل وعسى أن يأتِ الطبيب ، فنحن نخاطب المسؤلين في الشؤون الصحية بجازان التحقيق في هذا الاهمال والتسيب والفساد الاداري ووضع حد لهذا الاستهتار بصحة المواطنين .