حرب شوارع بين معارضي مبارك ومؤيديه تشارك فيها الخيول والجمال تحول ميدان التحرير وبعض الشوارع المحيطة به إلى ساحة حرب بين المتظاهرين المحتجين على النظام، وأنصار الرئيس حسني مبارك الذين وصل بعضهم إلى ميدان التحرير على ظهور الجمال والخيول، استخدمت فيها الأسلحة البيضاء وقنابل المولوتوف. وأدت الاشتباكات حسب مصادر وزارة الصحة المصرية إلى مقتل 3 وجرح 611 شخصا. وناشد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب المحتجين وقف المواجهات، فيما استنكر البيت الأبيض العنف المتصاعد في مصر وأدانه داعيا إلى ضبط النفس، وقال إنه من الضروري أن يتوقف العنف وأن يبدأ انتقال سلمي ومنظم للسلطة في مصر فورا. وردا على سؤال، عما إذا كان يؤيد خطة مبارك للبقاء في السلطة حتى سبتمبر قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس "نريد التغيير الآن". وأضاف "الرسالة التي نقلها الرئيس بوضوح للرئيس مبارك هي أنه حان وقت التغيير. ومن الواضح أن الشعب المصري يحتاج إلى أن يرى تقدما وتغييرا فوريا". وكانت الحكومة المصرية قد رفضت الدعوات التي وجهتها دول غربية وإقليمية بالإسراع في انتقال السلطة وتحقيق الإصلاحات، وردت وزارة الخارجية بحدة على تلك الدعوات بالقول "من المؤسف للغاية أن نجد دولا مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا بل وحتى تركيا تبحث لنفسها عن أي دور في أي وضع، وتدس أنوفها فيما تشهده مصر من تطورات". في غضون ذلك، حث نائب الرئيس المصري عمر سليمان أمس جميع المتظاهرين على العودة إلى منازلهم والتقيد بحظر التجول من أجل استعادة الهدوء. وقال إن الحوار مع القوى السياسية مرهون بانتهاء الاحتجاجات في الشوارع. وأضاف "أن المشاركين في هذه التظاهرات أوصلوا رسالتهم بالفعل سواء من تظاهر منهم مطالبا بالإصلاح بشتى جوانبه أو من خرج معبرا عن تأييده لرئيس الجمهورية". وشدد على أن الحوار مع القوى السياسية الذي "يضطلع به بناء على تكليف الرئيس يتطلب الامتناع عن التظاهرات وعودة الشارع المصري للحياة الطبيعية بما يتيح الأجواء المواتية لاستمرار الحوار ونجاحه". بعد ساعات قليلة من انقسام الرأي العام في مصر حيال التظاهرات التي تهدف إلى إطاحة النظام المصري، وظهور اتجاه واضح للتعاطف مع الرئيس حسني مبارك، وخروج تظاهرات مؤيدة له، زادت حدة الأزمة وباتت البلاد على أعتاب كارثة، بعدما اشتبك مؤيدون للرئيس مع متظاهري ميدان التحرير، وأسقطوا منهم عشرات الجرحى. ووجه الناطق باسم الجيش بيانا إلى المصريين عبر التلفزيون الرسمي ظهر أمس، دعا فيه المتظاهرين المعارضين للرئيس إلى "العودة إلى ديارهم من أجل توفير الأمن واستعادة الاستقرار في الشارع"، بعدما أكد أن "رسالتكم وصلت ومطالبكم عرفت". وبدا أن تلك الدعوة فهمت بين أوساط المصريين على أنها بمنزلة إعلان الجيش عن "رفع يده عن حماية المتظاهرين"، وانتهاجه "مبدأ الحياد السلبي" إزاء المتظاهرين من الجانبين، وهو الأمر الذي تأكد فعلا حينما هاجمت مجموعات من المتظاهرين المسلحين بالعصي والأسياخ الحديدية وقنابل المولوتوف جماعات المحتجين وأمطرتهم بالحجارة والطعن بالآلات الحادة. واستخدم مؤيدو مبارك جمالا وأحصنة في هجماتهم، كما استخدم بعضهم "حمض الكبريتيك المركز" (ماء النار) ضد المتظاهرين المعارضين، وبلغ عدد الجرحى أكثر من مئة، فيما ألقى المتظاهرون المعارضون القبض على 66 من العناصر المؤيدة، حيث اكتشفوا أن بعضهم يحمل "بطاقات هوية شرطية"، وفق ما أكد شهود عيان ل"الوطن"، الأمر الذي نفته وزارة الداخلية. وبدا أن تنسيقا تم بين عناصر في "الحزب الوطني" الحاكم ووزارة الداخلية وبعض مؤيدي مبارك من الجمهور وفنانين ولاعبي كرة قدم مشهورين لتنظيم تظاهرات في مناطق عدة بالبلاد من الأقصر في الجنوب إلى القاهرة، مرورا بالشرقية في الدلتا، ووصولا إلى الإسكندرية في الشمال. وجرح متظاهرون مؤيدون في الزقازيق عاصمة الشرقية بوسط الدلتا آخرين من المحتجين باستخدام الأسلحة البيضاء، فيما رفضت بعض المستشفيات العامة قبولهم لعلاجهم، وفق ما أكد محمد رأفت ل"الوطن". ورفضت الحكومة المصرية الدعوات التي وجهتها دول غربية وإقليمية بالإسراع في انتقال السلطة وتحقيق الإصلاحات، وردت وزارة الخارجية بحدة على تلك الدعوات. وقال الناطق باسم الوزارة السفير حسام زكي "من المؤسف للغاية أن نجد دولا مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا بل وحتى تركيا تبحث لنفسها عن أي دور في أي وضع، وتدس أنوفها فيما تشهده مصر من تطورات". وقال شهود عيان ل"الوطن" إن عددا من المتظاهرين المحتجين كانوا اكتفوا بالمكاسب التي حققتها التظاهرات منذ اندلاعها قبل تسعة أيام، وغادر آخرون الميدان، لكن استخدام "البلطجة والعنف" ضدهم من الممكن أن يفاقم الأمور. وينوي متظاهرون محتجون تنظيم تظاهرة حاشدة تحت اسم "جمعة الرحيل" غدا الجمعة يواصلون فيها مطالباتهم ب"إسقاط النظام ورحيل الرئيس". وترددت أنباء عن عدم التزام بعض عناصر الجيش في ميدان التحرير بالحياد السلبي الذي فهم أن القوات المسلحة تنتهجه، وقال شهود عيان ل"الوطن" إن بعض عناصر الجيش أطلقت نيرانا في الهواء لتفريق المتظاهرين المؤيدين ومنعهم من إيذاء الفريق الآخر، وهو الأمر الذي تم نفيه. ووجهت شخصيات عامة بارزة في مصر نداء إلى الجيش طالبوه فيه ب"ضمان أمن وسلامة الشباب المصري المتجمع للتظاهر السلمي"، من بينهم رجل الأعمال نجيب ساويرس وسفير مصر السابق لدى الأممالمتحدة نبيل العربي. ورفضت جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة أي بديل لرحيل النظام، وناشدت الجيش أن يظل منحازا لمطالب الشعب في بيان أصدرته.