أدى قيام بعض الشركات المعنية بشق بعض الطرق بمركز عثوان بني مالك شرق جازان إلى تدمير الآلاف من المدرجات الزراعية نتيجة الردميات والصخور التي تقوم بإلقائها في كل الجهات وعلى مبدأ كيفما اتفق في مخالفة صريحة لعقودها مع وزارة النقل التي تنص على التزامها بنقل الردميات والأضرار إلى مكان يتم تحديده. المواطنون الذين صدمهم هذا الإجراء وأفقدهم مزارعهم التي توارثوها منذ مئات السنين، وجد البعض منهم أنفسهم بدون مزارع لاسيما وعملهم أو ربما بقائهم في تلك الجبال يعتمد على مدخراتهم التي تقوم على الزراعة أو الرعي. السكان لم يعترضوا على شق الطرق وهم يدركون أنها سوف تسهل عليهم أمور حياتهم وتسهم في تنمية مناطقهم، لذلك لا يهمهم المكان الذي يعبره الطريق وهم يعلمون أنه لايمكن أن يكون هناك طريق إلا بالعبور من ممتلكاتهم ومزارعهم إلا أن ما أزعجهم هي تلك المشاهد من التدمير المتعمد من قبل الشركة حين تقوم بإلقاء الصخور والردميات من على المنحدرات الجبلية لتقوم بتدمير المزارع كليا أو جزئيا . السكان الذين فقدوا مدرجاتهم الجبلية يرون انها لاتعدلها أي أموال كونها كانت تمثل لهم قيمة كبيرة وهي مثال لحضارة عريقة لاتتكرر كون تلك المدرجات ربما احتاجت إلى مئات السنين حتى صارت إلى وضعها الحالي قبل الدمار من تجميع للصخور ثم البناء وتجميع التراب وهذا ما يستحيل معه عودتها إلى سابق عهدها،يقول محمد السعيدي استبشرنا خيرا عندما رأينا المعدات تبدأ بفتح الطريق إلى مركز عثوان إلا أن تلك الفرحة لم تدم طويلا بعد أن رأينا تلك الصخور والأتربة تنهال فوق مزارعنا من كل جانب، مبينا أن الكثير من المزارع التي لم يصلها الدمار ستذهب مع هطول الأمطار وجريان السيول التي ستجلب إليها الصخور والأتربة من المواقع الأخرى وبذلك تكون غالبية المزارع والمدرجات الجبلية قد ذهبت بسبب عدم المبالاة والاستهتار من الشركات المنفذة. من جانبه قال مداوي شريف السعيدي تقدمنا للجهات الرسمية بوقف هذا الإجراء ونقل الدمار إلا أنهم لم يحركوا ساكنا, مشيرا إلى أن مزارع الذرة والبن والموز التي توارثوها منذ مئات السنين ذهبت في غمضة عين متسائلا عن كيفية التفريط بهذه الثروة الوطنية. المصدر جريدة الجزيرة