(إنما بعثت ﻷتمم مكارم الأخلاق). حديث كريم يقوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. استوقفني هذا الحديث القليل الكلمات العظيم المعاني. كم هو عظيم شأن اﻷخلاق يكفي أنه تعليلا لبعثته عليه الصلاة والسلام . أفهم من هذا أن اﻷخلاق قد تكون سابقة أمر العبادات فديننا ليس تعبدا فقط كما أخبر المصطفى عليه الصلاة والسلام (المفلس من يأتي بصيام وصدقة وصلاة ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناتهم أخذ من سيئاتهم وطرحت على سيئاته ثم طرح في النار). ما أروع دينا يأمر بكريم اﻷخلاق. وما أشد حاجتنا إلى التمسك بهذا المنهج إن أردنا اللحاق بركب محمد صلى الله عليه وسلم ونكون ممن قربت منزلهم منه فهو يقول (أقربكم مني منزلاً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا). ويتحقق لنا وعده عليه الصلاة والسلام ( أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ). والتساؤل هنا: كلنا يردد هذه اﻷخلاقيات ويترنم بها وينظر لها تنظيرا رائعاً, لكن من طبقها؟ من الذي أخلاقه مع الضعفاء والمساكين والعمال وحتى غير المسلمين كأخلاقه مع كبار الشخصيات؟ من الذي يعامل أخيه في الدين كما يحب أن يتعامل معه أي شخص في مثل هذا الموقف؟ من هو صاحب الحظ العظيم الذي تكون أخلاقه داخل بيته مع زوجه وأولاده كأخلاقه مع أصدقائه؟ من الذي يتعامل مع والديه أفضل من تعامله مع أولاده؟ من الذي كانت أخلاقه مع ربه عالية المستوى راقية المقام؟ من منا امتثل اﻷخلاق الكريمة تجاه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومنهجه؟ دعوة للتأمل والوقوف على الواقع الشخصي لكل فرد ونشر حملة داخل كل شخص منا مفادها (أنا راقي الأخلاق) دمتم بأخلاق راقية محبكم / أحمد الزغلي المالكي ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)