مدرستي الغالية... إذا لم تنطق الحروف في حضورك فحري بها أن لا تنطق أبداً ...وإذا لم تشتعل الذاكرة معك فحري بها أن تتوشح بالنسيان أبداً ... وإذا لم تهتز شجرة الحب وتتساقط أوراقها فحري بها أن لا تفعل أبداً .... مدرستي الغالية في حضورك تستحيل الشموس غيوم... والجفاف أمطار... والوحدة أنس.... والصمت كلام... بحضورك يصبح الجسد قلب... والعيون سرور.... والآذان همس مسموع... مدرستي ثانوية عثوان... عشقتك... وأحببت كل ذكريات الماضي فيك... كيف لا وأنت الرائدة... كيف لا وأنت من جعلت كل من كان تحت مظلتك يهيم حباً فيك... يستمر لا يلوي على فراقك... وهنا سأتوقف قليلاً لأستعطف التاريخ وأذكر أن هذه المدرسة لطالما تفردت بالتميز... فهناك الدكتور عسيري الأحوس الذي كان يتنفس حبها وعاش فيها تسع سنوات... وأنتقل منها لكن قلبه لا يزال ينبض بحبها... وهناك الأستاذ عادل زيلعي الذي ألّف قاموساً من الحب لهذه المدرسة... وهناك الكثير الكثيرالذين تفصلنا عنهم الفيافي والقفار... لكنهم لا ينسونها يزورنها كلما سنحت الفرصة... ومن عمل فيها وأنتقل يكاد الشوق يحرقه حنيناً إليها... وطلابها قناديل فرح وأسرجة وضاءة والتاريخ يشهد بتميزهم... تميزت المدرسة على كافة الأصعدة تفوقا وابتكاراً في مناشط كشفية وعلمية وثقافية واجتماعية ... لكن مدرستي الغالية زارها الألم... استوطن فيها... عشق المبيت فيها... فقبل أشهر قليلة خسرنا ناصر ذلك الإبن الوضاء... وهانحن اليوم نخسر محمداً البرناوي صاحب الضحكة الآسرة والروح المرحة... لتتفطر قلوبنا حزناً وكمداً .... ذابت مشاعرنا... امتلأت جوانحنا ألماً . .سكنت العبرات محاجرنا... وأضحت بصيرتنا حائرة بين إستمرار الوفاء.... وبين المغادرة.... نستمر لأننا لازلنا ندرك الطيبة والحب والخير والفضيلة والمعاني الراقية... أوالمغادرة لنسيان ما اعترى القلوب من الأحزان والذكريات المؤلمة... مدرستي الحبيبة هل ستعود السعادة ترفرف في زواياك كحلم موعود... هل ستغني الطيور فوق أركانك.. أم أعود إلى زاويتي البعيدة... أتدثر مذكراتي وقلمي وأوراقي وأحتضن أشعاري وأعلن سفري ...وأكتب عن جبال من الشوق نبتت في قلبي... وعن غابات لهفة انزرعت في فؤادي.. .. وعن أنهار حب تفجرت في شراييني..... مدرستي الغالية لازلت مذهولاً مما يحدث. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)