سعادة الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير سلَّمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأت في عدد الجزيرة رقم 14623 يوم الخميس الموافق 25-11-1433 وفي صفحة عزيزتي الجزيرة تعليقاً من الدكتور حمد المنصور على شعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي في زاويته الشهيرة (دفق قلم). ولي بعض الإضافة.. إن غياب الشعراء الكبار يحدث (ثقباً) مؤلماً في ذائقة المتلقي والمهتم بالشعر في ساحات الشعر... ومن مسافات بعيدة جداً لم تظهر ملامح قدوم شعراء جدد مبدعين وأفذاذ للأسف.. وحتى القنوات الشعرية (ركبت) بوصلة الشعر باتجاه - نصف الشعراء- ومن هنا كما يُقال (اختلط الحابل بالنابل) وأصبح الشعر المالي يحاول منافسة الشعر الإبداعي والعتب كل العتب على وسائل الإعلام التي ساعدت بشكل كبير لظهور هواة الشعر الإعلامي والذي ينشد صاحبه الحضور والشهرة قبل التميّز. قصائده درر تشبه لآلئ الخليج سأورد هنا بعض الأبيات من قصائد متفرِّقة للشاعر المميّز عثمان المجراد من حائل. 1- (أشعر أن القلب في معصمك ساعة يتجه.. وين اتجاهك ما يكون،،،..) في زمن التمزّق والانكسار المطارد من بعض (ناس) لا يعرفون الحلم والأناة أو الفرح المنطقي فقط همهم الابتهاج المادي المؤقت كأنه يعلن الرحيل والهروب إلى قلب طرف الدرب الآخر قد يكون عزوفاً عن الفرح وقد يكون مسكوناً بالألم.. إنه بأمر الحب.. وبسبب ضعفنا نحاول الركض عكس عقارب الساعة ونغرّد خارج السرب، فكلمة (يتجه) حتمية الفعل وهي عبارة عن شوق يبني ميلاداً جديداً حتى لو كان هذا الميلاد بدون أرقام. 2- (هلا من قلبي اللي للمصايب والشقاء ميدان وبعدك يا بعد حيي تعافى جرحي الدامي) دائماً في القصائد خيال واع أو واقع دامٍ أو أسئلة أو شكوى أو وداع أو حب أو انفعال.. هنا في هذا البيت.. درج شعراء العرب الكبار على طرح آهات (مدوّية) حزناً على الوضع الاجتماعي الخاص بلوعات القلوب ألا وهو تأثير الحب على سلوكنا وتعاملنا مع الطرف الآخر في المجتمع.. هنا - الوله - أصبح طبيباً ممتازاً لمرض الحب لأن العافية هي بعد حضور أو رؤية الطرف الآخر الغالي (قلبي - ميدان) إحساس مثقل بهموم التعب والكدر كأنه يبوح بجمله (أنا أنت - وأنت أنا) في كل الأحوال عمر لا يتجزأ فميدان حياتي هي ساحة تزدهر بحضورك الدائم فلك تأثير وجداني إيجابي.. وأبدع حينما قال (تعافى جرحي الدامي) ينثر أوراقه الصريحة ويعلن بأسلوب مفعم بالحنان ويقول أنت دائي ودوائي.. في هذا البيت نجوى وحب يؤكّد أن ملاحم الحب لا تقبل الانهزام والانسحاب. 3- (يبه: واللي خلق هالكون.. واللي نزّل القرآن ......... اشوفك حي في داخل خفوقي ..طاب منزالك) أسئلة تتحول إلى إطراف القلب (يناوش) بها دهاليز اللحظة المسائية الحزينة عبر أسلوب (شعري) سردي أنيق وعذب يبه: صهيل مؤلم يسمعه القاصى والداني فيها نداء صادق لا ينافس هذا النداء أحد طبعاً - يأتي بعد نداء الخالق سبحانه وتعالى- لن أنساك.. ذكرياتك هي ملاذي فيها قيم ومآثر حب قوي لا شيء يمنعنى من نسيانك أبداً لا الفصول الأربعة ولا رشات العطر ولا حتى ابتسامة طفل (أشوفك حي.. طاب منزالك في خفوقي) درر في هذا البيت كأنه يقول قد تموت أوراقي وأشعاري لكن لن تموت ذكراك يا والدي فحياتك قنديل يضيء دربي القادم. 4- مثل الذهب مهما علاه غبار يبقى طوال الوقت سلعة ثمينه بيت تجرّد من قيود الجمود.. كأنه يشاطر البلابل بالتغريد فيها مد وجزر يبرز هنا عشق المدن في مفردة (الذهب) يذكر قصة عشق قديمه ودائمة لمدينة حائل...كأنه يصوّر الذهب والشعر وحائل ثلاثي لا ينافسهم أحد من زاوية حب المدن والوطن الغالي ومسارات التاريخ. هذا البيت يمثّل الإحساس الحاد الدال على صدق ودفء المشاعر والانتماء سلعة ثمينة: الذهب مثل الفجر الأصفر مدهش في الصباح ونشتاق إليه في المساء وكذلك الذهب السلعة التي لا يختلف اثنان على جمالها وأهميتها، فحائل والذهب هما في ساحة الجمال مثل الماء والهواء. 5- .. نسجت من الألم في دفتر الغربه: بقايا إنسان رسم في دفتره ديره.. ابد ما احد بها يعاني... أنت وحدك أيها الشعر الجميل تسكن زوايا العقل وتحمي أطراف القلب وتسكب الماء الزلال على طوق أهل الرومانسية الحالمة والهادفة مبرزاً الثوابت المتصلة بطرق المستقبل وبلطافة حرفك تموت عندنا بعض الأسئلة الضعيفة ونتوسّد تألق كلماتك الشعرية لمَ لا وأنت تحوّل قسوة فعل الأمر إلى أجوبة كلها شغف وشوق هنا الشعر ينتصر غالباً على كتب الرياضيات والفيزياء في معادلة الحياة التي تقول (إن الرقم خانة لا تمسحه الأيام ولا السنون.. وعلم المنطق يقوّي كل حرف شعري مميز هو برواز جميل لكل الأرقام (ديرة.. ما أحد بها يعاني) يريد مثالية مباحة يحتاجها كل البشر فيها تموت كل الأسئلة الاستفزازية وتموت عندها الإجابات الصارمة ديرة ما بها سوء تفاهم ولا تبديل قيم ولا اختلاط ثقافات سلبية. 6 - (راحت أيام التآخي والكرم اهدروها والوفاء اصبح غريب......) في أزمنة الغيم هناك قصائد عابرة وما أكثرها وهناك قصائد ماطرة تبقى في الذاكرة عند معجبيك (الوفاء أصبح غريباً): بكل استفهام وتعجب يخنقه سؤال مباشر لماذا الوفاء أصبح غريباً في حياتنا المكتظة بالتواصل من تويتر وفيس بك والوتس آب ومع هذا رحل الوفاء إلى مدينة خيال شوارعها صمت وحسرة. وفي زمن مضى أسأل الشاعر الأنيق وعبر تبادل فصول السنة أطرح سؤالاً خارجاً من مشاتل الربيع: أين هذا النص الجميل، لماذا لم أسمع عنه وأراه مكتوباً، أين هو..؟ نص بدايته تكتسي بالبياض ويجذب الضوء ويطرح وعياً وجدانياً متعمّقاً بالوله والوله ولا غيره... لك قديماً نص في ثناياه هذه الجملة (دمي وقف). أكرر الطلب ويخاطب صمتك أين النص أكمله أنشره من أجل تنشيط الذائقة الشعرية مرة أخرى. فهد إبراهيم الحماد - حائل