يصادفنا كل حين خبر عن مستشفى بني مالك الداير لا سيما في قصور الخدمات أو تذمر المراجع أو إهمال حالات مرضية وغيرها الكثير، وفي الحقيقة بأن المواطن ينتظر من المسؤولين في المحافظة الإسراع في إيجاد حلول لهذه المشاكل المتناثرة في الصحف، وقصص الخذلان المتداولة في المجالس. ومع انتظارنا لإطلالة ذلك المسؤول المعني بالأمر للإصلاح والوقوف على قدم وساق أمام معضلة ستقود في القريب العاجل إلى كارثة إنسانية شبيهة بما يحدث في مستشفيات جازان التي تصدح بها الصحافة السعودية في الأيام الماضية، فنجد الصمت حليفنا كالمعتاد، وربما يتطور الوضع بذلك المسؤول إلى أن يقدم المديح والثناء على المستشفى والكوادر الموجودة، ضاربا بتذمرات المواطنين وصيحاتهم عرض الحائط، في خطوة تدل على أنه لا أحد يستطيع إيقافه ومحاسبته لتقصيره. لقد كان لي موقف من زيارة مساعد مدير عام التمريض لمستشفى بني مالك، الذي كانت خلاصته مخجلة بالنسبة لي وكذلك بالنسبة لمن تضرر جراء القصور والإهمال الذي يعانيه المستشفى، زيارة "تسكيتية" نعلمها ولكن كنا نتوقع أن ينتج عنها تقرير يكون بعيداً عن التلميع الإعلامي الزائف. وكم تمنيت حقاً أن تُختتم الزيارة بكلمات أقل من تلك التي أطلقتها المدني عن ارتياحها وسرورها بالمستشفى، وأكاد أجزم بأنها لا تعلم شيء عن المستشفى وما كان يدور فيه منذ افتتاحه من تقاعس عن الخدمة وسوء في التنظيم وأخطاء في التشخيص والعلاج، ومع الأسف فقد خيبت أملي هذه الزيارة وليتها لم تكن. قلت للنفس إهدئي ربما هناك من يتحرك من أصحاب الضمائر الحية والمخلصين، ولكن حينما رأيت الصورة التي تم نشرها مؤخرا من استقبال القرود والأغنام للمرضى في المستشفى أيقنت حقاً بأننا نناشد العدم ونستغيث الغائب، وننادي للخيال. مع هذه الصورة علمت حقاً أنه ليس لدينا من ينصفنا أو يحرص على راحتنا وصحة أباءنا وأخواننا في المحافظة، شعرت بالخذلان حقاً يا مديرية الشؤون الصحية في جازان، شعرت بالخذلان يا مدير المستشفى "النائم في العسل"، شعرت بالخذلان يا إخوتي المراجعين. لن أعود إلى التفاؤل مجدداً حيال المستشفى وعلاجه، لن أحلم بتغيير حاله البائس، سأكتفي بأن أحث المرضى شافاهم الله وعافاهم أن يتجنبوا اللجوء إليه، أن يحاولو علاج أنفسهم بالطب الشعبي الذي هو خير لهم من هذا المستشفى، فقد عاشت من قبلنا أجيال دون وزارة الصحة، ولم يكتب التاريخ في صفحاتهم مثل ما كتب لوزارة الصحة وأخطاءها الفاحشة! حسن جبران ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)