أبدأ باسم الله ؛ (تبلد يا عليل وسيزيد العقل اعتلالا) دعوت كل المفكرين والعباقرة والعرّافين والسحرة وصانعي الوجود وصناع التكتيكات والروحانيات وروّاد الحاضر والمستقبل ، كما أني كنت قد دعوت أيضا كل الجغرافيين والجيولوجيين والفيزيائيين وعلى رأسهم "ريختر" بجانب علماء النفس والاجتماع وقد اخترت منهم ماركس والمترجم طارق الحبيب ، وطلبت منهم إجابة واضحة وصريحة ومباشرة ومفهومة ، للسؤال التالي الذي لم أجد له إجابة في كتب الأحياء أو مؤلفات وسير أو آثار الأموات والذي يقول: لماذا دائماً الجهة الجنوبية لأي دولة أو مدينة أو قرية أو حتى منزل هي منطقة فقيرة ومتدهورة مقارنة بالجهات الثلاث الأخرى؟ وجلبت لهم أمثلة من جميع أنحاء العالم ، كل دول العالم ، كل مدن العالم ، كل قرى العالم ، وحتى القطب المتجمد الجنوبي جنوب الكرة الأرضية بالنظر إلى الكوكب الأرضي فقير جداً ومتدهور جداً ولا أحد يلتفت إليه ! جنوب السودان ، جنوب افريقيا ، جنوب مصر ، جنوبافغانستان ، جنوب امريكا ، جنوبألمانيا ، بريطانيا كل الدول حول العالم وبشكل مصغر ومختصر كل مدن العالم وكل قرى العالم ، في وطننا الغالي كمثال فقط وقيسوا عليه كل العالم : المنطقة الجنوبية هنا أكثر المناطق تدهورا إنسانيا وخدماتيا ومن حيث البنى التحتية ، انظروا إلى الصحة في جنوب المملكة ، الكهرباء ، الطرق والمشاريع ، التعليم ، الثقافة وكل شئ يعنى بالأرض أو الإنسان لتتأكدوا من هذه النظرية. وستصدمكم الحقيقة التي تقول بأن المنطقة الجنوبية أقل المناطق تنمية وأكثرها جهلا على مستوى العالم. المحزن والغير متوقع هو أن المدعوين مجتمعين وهو رموز وعباقرة الأرض والإنسان قد فشلوا ولم يجدوا إجابة لسؤالي حول الجنوب وتدهوره. وباسم الله أثنّي: (على قدرِ الهوى يأتي العتاب) هل يجب أن تطبق على سكان الجهة الجنوبية حول العالم فلسفة الجهات الأربع التي تستثني الجنوب في الاقتصاد والخدمات حتى لو كنت تعيش في بلد غنى في وارداته ومخزوناته؟ ولكن الأهم وبنظرة اجتماعية فلسفية أنظروا إلى تلك الجهة في كل العالم وكيف أثر ذلك الخذلان على فكر وثقافة أهالي أي جنوب وكيف أثر على تعاملاتهم الإنسانية، اختلطت قسوة وخذلان الزمان لديهم وسادت سلوكيات ومعاملات غير متوقعة وغير مألوفة . أفتقد الإنسان للثقة بمن حوله , إفتقد الشعور بالأمان , وتعملق الحقد بين الناس , تم تهميش الهامات والقامات وعلت رايات الجهلاء وتفشّت حالة فساد ضمير عامة. زرعت تلك البذرة الخبيثة آفات عديدة في المجتمع، فحطمت الأحلام وبددت الآمال وهو ما أدى إلى تفاقم ظاهرة لعبة الكيد والمكايدة، أعزائي، انظرو إلى تدهور كل شئ يتجه ويحسب على أي جنوب حول العالم في جزئية الخدمات والبنى التحتية ، تخيلوا حال ذلك الجنوب ثم تخيلوا أحوال جنوب ذلك الجنوب ثم تخيلاو كيف سيكون حال جنوب جنوب ذلك الجنوب ! أقول لجنوب جنوب جنوب في مكان ما من العالم ( عزائي محافظة الدائر بني مالك). انتهي بالحمد لله ، كاتب وناقد ،