يقول الأعراب ثلاثة من المحال الغول والعنقاء وان لا تحكم وزارة التجارة رقابتها على التجار رحم الله الأعراب كانوا أشد كفراً على كل مالم يكن مألوفاً عندهم لأنهم ألفوا آبائهم هكذا يقولون ويعتقدون ففعلوا مثل ما كانت أوائلهم تفعل . لكن هذه المحالات تحولت فيما بعد الإعراب أي في عصر الصرف والصرافة إلى حقائق مبينة فتبدى الغول على حقيقته غلاء فاحشاً يسلب الألباب من الجيوب المخرومة غلاء مبرراً طبعاً فالشاقِي على طريقة أهل اليمن يشقى يبغى مغفرة ولن يتم له الغفران إلا عبر تحويلنا عبر الصيرفة الوطنية الآلية عملة صعبة لأهله ليحظوا هم بالبركة ونحظى بصالح الدعوات . فالعنقاء هي الأخرى تكشفت متبذلة مرتدية كل الحلل ولم تكتفي بالظهور على الساحات وفي الطرقات وفي قراطيس الشطائر وعلى علب المحارم المحرمة لأربعين يوماً حتى دخلت إلى بيوت الراحة والرديح لتخرط بعد تطبيق الشروط المشرطنة كل العقول وتأسر الألباب بإعلانات مكيسة كذابة خادعة عبر لقطات متلفزة ومبسترة وتصاوير مصورة على طريقة بوشير و نجادير وحسنير وشهبندنير وطبعاً الغواني يغرهن الثناء والحسابة بتحسب . وكل هذا الهذر والخداع والشقاء للشاقي المتمشقي ووزارة التجارة تلوي عنقها الطويل كعنق الزرافة عن صياح وأنين الناس المطحونين المسحوقين بين كماشة هذه المحالات الثلاث غلاء وغش وسوء حسبة بالأمس كنت داخل أحدى حلبات المحالات الثلاث أي في السوق المكيف المزنن بلمبات الزيزفون وكانت ترن في ذهني ما قد سمعت من قبل من أن أحد الفلاسفة القدماء قال إن القانون لابد أن يحمي المستغفلين الذين لهم الله وأن البضاعة المباعة يجب أن ترد وتستبدل إذا أخلت بالشروط أو كان بها عيب مثلا وما حرك هذا الرنين الواتسي في ذهني منظر السوق وحلم حلمت به قبل تسواقي حيث رأيت بأن وزارة القطاع الخايس عفواً الخاص أعني وزارة الشهابنادرة أعلنت عبر المتحدث الرسمي لها الاستاذ كليلة ومن خلال إذاعتها الرسمية دمنة أنه يحرم كتابة هذه العبارة ( البضاعة المباعة لاترد ولا تستبدل ) على واجهات المحلات أوفي إيصالاتها لكنني عندما ذهبت إلى أحد المفسرين من إخواننا العاربة ليفسر لي ما رأيت قال لي خير اللهم اجعله خير هذا يعني أن وزارة التجارة ستستبدل تلك العبارة بعبارة الداخل للسوق مفقود مفقود يا ولدي وعندما هممت بالقيام من مجلسه امسك بيدي وقال ادفع بالتي هي أحسن فوزارة التجار ستلاحقكم دار دار زنقه زنقة . ياوزارة التجار عذراً كنا قطعنا عليك سباتك , هبي أننا ذبابا شاردا طائرا هش لأنفك وبش فنفضته عنها فطار ورى راتبك فقد أدركنا أخيراً أن قوانينك إنما تحمي المستغفيلين و تدعس المستغفَلين عذراً فقد ضيعت النحو وانتم أيها الشقاة الباحثين عن المغفرة اطحنونا اسحقونا وانفضونا وبيعو لنا السم وغلفوا لنا الكذب بغلاف براق خادع وسوقوا علينا الهبل ولا تستبدلونا ولا تردوا علينا غشنا ومغشنا واشربونا مرقاً وامضغونا لحماً طريا تستخرجون به حلية تلبسونها وحوالات تحولونها ليتم لكم الغفران فابيدينا نصبنا لكم وزارة وسنمناكم ظهورنا فاجلدوا وعبوا من المغفرة وختاما تطبق الشروط .