كلمات لم يقلها سمو أمير ، لا ولم يحرك بها صاحب معال شفتيه ، ولم ينقلها مترجم في إحدى شرفات ( الشانزليزيه )، ولم يغرد بها أحد الأدباء عبر منظومة (تويتر) ، وإنما ساقها زميل ظلت رأسه تلف وتدور بسببها قرابة الساعتين ، قالها أحد من نرعاهم بغبائنا ، ونحضنهم بتساهلنا ونغدق عليهم لسوء أقدارنا ، كلمات تفتقت عنها شفتان يا ما زرعنا بينهما أطيب المآكل وألذ المشارب ، ولا كتهما صغرى طالما أترعناها بالشاهي والزنجبيل والقهوة العربية الباذخة ، فصاحبي احتاج لبعض الأعمال المتعلقة بإنجاز مبناه الجديد ، فهرع إلى من مد إليهم يد المساعدة والتقدير مراراً وتكراراً ظناً منه أن العيش والملح ينبتان خلايا الوفاء كما قالت العرب. ذهب يمني نفسه بوجود من يقصد حتى ينتهي مما يريد بأسرع وقت ممكن ، وبالفعل عثر على من كان يطأ طئ رأسه بين يديه عند الحديث إليه بقوله : مثل ما تشوف ياعمي ّ!! فيجود صاحبي بالخمسين والستنين لقاء عمل لا يستغرق الساعة والساعتين تقديراً واتباعاً لسنة أرأف الخلق صلى الله عليه وسلم ، ولكنه هذه المرة تفاجأ بقول ذلك الممشوق الواضع حذو منكبيه مطرقة الصليب : وكم ستدفع لنا ؟ قال صاحبي : كالمعتاد ( 70 ريال ) وفوقها صرفتكم برغم أنكم تشتغلون بأقل ، بس أريد عملاً تاماً ، فقهقه صبي المطرقة وقال : فين أنت عايش ؟!! لا نشتغل بأقل من ( 100 ريال ) تغيرت الحال ومعها صرفتنا كاملة ، فالغداء حبة دجاج لكل واحد ولا نقبل النصف أو الربع ! عندها ذهل صاحبي وارتجفت قدماه لا من الخوف ولكن من الهول ، وحمل إليّ همه كي أنقله إلى كل قارئ وسامع. هل من وقفة جادة لمواجهة هؤلاء ( الدراكولا ) السود الجدد ؟ هل من عمل جماعي تجاههم نجمد العمل معهم ونقوم بطردهم والتبليغ عنهم قبل أن نجد أنفسنا نحن من نقوم بتأجيرهم والعمل عنهم والوفاء لهم رغم أنوفنا ؟ !!!