في الغاب يتواءم أشرس الكواسر مع بعضها، عندما يكون الصيد أكبر وأعنف من قدرة أحد الكواسر على حدة، حتى إن أضعفها ينضوي تحت الأكثرية الكاسحة، بالإغارة على الطريدة ونهشها بضراوة لحد الإيقاع بها مضرجة بدمائها، الدماء التي هي شغف (دراكولا) امتصاصها، فلعل الأسطورة التي جسدت لنا بفيلم (دراكولا) للممثل الشهير (بيلا لوجوسي) أول ممثل لأفلام الرعب في سينما هوليود الخيالية، قد لامس (الفيلم) واقعا مريرا مماثلا لدراكولا سوري مرعب حقيقة، وليس خيالا هوليوديا، فإن جلاوذة النظام هم ممن يمثلون هذه الوحوش الكاسرة المرعبة من شبيحة وقناصة وجنود جيش مجرمين أراقوا دماء الأطفال والشيوخ والنساء من درعا لحمص لباب عمرو لحماة وغيرها وسكبوا الدماء القانية، في إناء فارسي ليكون حساء لهولاكو السوري!!. اللافت للنظر في سيناريو الفيلم (دراكولا) حينما حضرت الوفاة ل (بيلا لوجوسي) منح الرداء الذي لعب فيه دور (دراكولا) لابنه فهل أراد لوجوسي، أن تستمر اللعبة؟. مما أفرزت إرهاصات مشابهة، فيما تمثل من تشابه هوليودي سوري ما بين الأب والابن.. الأب الذي كان هو صاحب الرداء الأسود الذي ارتداه في قتل وامتصاص دماء أهل حماة عام 1982م ليأتي الابن متشحا ومتوحشا برداء أبيه، ليقوم بنفس الدور المرعب في حمص وباب عمرو وحماة وغيرها من المدن والقرى المنكوبة التي لقيت رعبا فاق كل ما أنتجته هوليود من أفلام خيالية مرعبة!!. وإذا كان ما لفت نظرنا في سيناريو (الفيلم) فإن في السيناريو السوري الدامي، ما يدعو للحيرة، ألا وهو ما الذي جمع (دراكولا والدب) في آن وبمكان واحد وهما البعيدان عن بعضهما وبينهما البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. فما الذي حدا بالدب أن يتشقلب من الأسود للأبيض، علما أنه بعيد عهد منذ خمسة وعشرين عاما لم تطأ قدماه الأبيض المتوسط. الدب الروسي بضخامته وثقل دمه وخبثه لا يمكن أن يجرؤ على الشقلبة وافتعال التدحرج بتخطي بحره الأسود للبحر الأبيض المتوسط، ما لم يكن هناك اتفاق ضمني خفي مع الكابوي الأمريكي المتواري. فما يحدث في سوريا هي مشكلة بحتة بين النظام المستبد وشعبه من خلال ثورته السلمية التي تحولت بعد إراقة الدماء لمطالبته بالرحيل وتقويض حكمه ومحاكمته، فأحدثت تداعياتها لمرور عام عليها، مشكلة خطيرة، فأضحت مشكلة أممية، فمن هنا افتعلت شقلبة الدب الروسي لحماية دراكولا السوري ليس حبا به، ولكن ليمتص دماء الثورة بالقضاء عليها، لأجل عيون جارة (الهضبة)!!. فمجيء الدب الروسي استخدم كذريعة لاتفاقيات قديمة من عهد دراكولا الكبير لدراكولا الصغير، استثمرتها الكواسر علانية وخفية، بمخالب روسية وأمريكية وإيرانية وإسرائيلية، فهذه الرباعية المخادعة والمتوحشة، من المحتمل أن تئد الثورة السورية. ما لم تدعم الثورة عاجلا بالسلاح لكي تصمد وتجهض مسعى رباعية الأحلاف مهما كانت الأكلاف !!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة