اصبح تصفح شبكة الإنترنت في حياتنا اليومية أمرا ضروريا لا غنى عنه وذلك بفضل الخدمات التي تقدمها لنا هذه الشبكة، والتي تختلف هذه الخدمات في استخداماتها من شخص لأخر حسب ما تقتضيه المصلحة أو الهواية. وكوني أحد المهتمين بتصفح الإنترنت بشكل يومي، فأول ما يتبادر إلى ذهني عندما أدلف إلى عالمه الواسع هو الدخول لبريدي الإلكتروني أو متابعة بعض المواقع التي تهمني ومنها المواقع الإخبارية، لأكون على اطلاع بما يدور في محيطنا القريب أو ما يحدث في العالم المترامي الأطراف الذي أصبح بفضل الله ثم بوجود هذه الشبكة قرية صغيرة. المتصفح لمواقع صحافتنا الإلكترونية يجد أن هناك قائمة طويلة بها كم هائل من عناوين الصحف الإلكترونية التي يملكها أفراد، وما يزيد الاستغراب هو أن معظمها يعتمد اعتمادا كبيرا على المنقولات من صحف إلكترونية لها مكانتها وشهرتها على مستوى المملكة أو أنها تتغذى على ما يرد لبريدها الإلكتروني من إدارات العلاقات والإعلام في الجهات الحكومية والأهلية، وقل أن تجد صحيفة إلكترونية لها خصوصيتها وحصريتها في نشر أخبارها وتقاريرها الميدانية عن الجهة التي تحمل اسمها. إلى هنا لا اعتراض على كثرتها، ففضاء الإنترنت يتسع لذلك، ولكن كون هذه الصحف نسخة شبه واحدة في محتواها الإخباري والمقالي، فقد تغني واحدة عن البقية. ولكن في رأيك ... هل ترى لتنوع مواقع الصحف الإلكترونية ووجود أكثر من صحيفة في منطقة ما أو محافظة أو مركز أو قرية أو حتى هجرة ما لها فائدة تعود على الوطن والمواطن؟. وكيف يمكن الحد من انتشارها إذا كانت هذه الظاهرة سلبية؟ وكيف يمكن تخصيص صحيفة إلكترونية لكل جهة مما ذكرته أعلاه؟ لتكون هي الواجهة الرسمية لها بشرط أن تكون متاحة للجميع وتركز الصحيفة في محتواها العام على الجهة التي تحمل اسمها. د. سعيد بن قاسم المالكي وكيل كلية علوم الحاسب الآلي ونظم المعلومات جامعة جازان