شرفت قبل عام تقريبا بحضور المؤتمر الدولي الأول للجودة في التعليم العام ،ومما استوقفني كثيرا محاضرة للبروفيسور(تان أون سينغ) من سنغافورة . والرجل حسب ما قرأت عنه عالمي الفكر ولا يحتاج لشهادتي وجرحي وتعديلي .ما يهم أنني خرجت من تلك المحاضرة بعد التصفيق الحار لما قال بقناعة تامة حول أهمية الإدارة الناجحة في نجاح شؤون الحياة . القصة التي أوردها كانت نجاح سنغافورة التي جعلتها واحدة من أفضل دول العالم في شتى المجالات . حينما بدأوا في التفكير من نقطة الإنطلاق فكروا من أين يبدأون؟ .وبعد بحث ومشاورات وشد وجذب بين أرباب القرار .كان الإنطلاق من مثل شعبي لديهم يقول(السمكة تتعفن من رأسها). وهذه حقيقة علمية أن أول ما يتعفن من السمكة هو رأسها (وهذا ليس بيت القصيد). بيت القصيد :هو إسقاط المثل على الواقع لديهم، فكانت القناعة بأن أي إدارة أو مؤسسة فاشلة :سبب فشلها مديرها. وبدأ النمور في تدريب من يحتاج إلى تدريب من المديرين وحذف الغير قابلين للتطور والتجديد من خارطة الإدارة(نهائيا) .وبناء جيل جديد يسمى جيل المرحلة والمستقبل .وبعد بضع سنوات كانت سنغافورةالجديدة التي تنافس دول العالم الآن . ما شدني في الموضوع كان ما يلي: 1-لم يقتبسوا من الآخرين شيئا من الأفكار والنظريات بل انطلقوا من بيئتهم المعنيين بها. 2-بدأوا بإصلاح الخلل بعد تحديده بدقة. بشدة وحزم بعيدا عن سياسة المحاباة والترقيع و(أعط الحر فرصة). 3- بدأو من حيث انتهى الآخرون . وبالنظر إلى واقعنا أقف أمام السؤال : كم سمكة لدينا؟ وفق الله الجميع لكل خير