أمام المساجد و المطاعم ، و الأسواق التجارية ، و البقالات و عند إشارات المرور ، و على الأرصفة ، حتى عند البيوت !! دائماً ما نجد ( متسول )، هذا أمر ألفناه و اعتدنا عليه، حتى إننا سمعنا قصصاً كثيرة عنهم كان أشهرها تلك المتسولة التي استغلت قصر قامتها، و كبر سنها ووظفتها لتخدم مهنتها ( التسول ) حتى بلغ ما تحصده خلال الشهر أكثر من ( 20 ) ألف ريال..!! وقد تجد احدهم يتسول بحجة مرضه و في يده ورقة يدعي بأنها تقرير طبي بحالته المرضية و قيمة تكلفته الباهظة و لو دققت فيها لوجدتها ورقة مصورة من مراجعة طبية عادية أو ورقة لصرف أدوية و لعل اغلبها " مكذوبة " .. و البعض منهم يحمل في يده طفل يدعي بأنه ابنه أو أخوه و يتحجج بأنه معاق أو مصاب بمرض مزمن خطير ، و الكثير الكثير من القصص و الأحداث الأخرى التي نعايشها بشكل يومي حتى أصبح واقع نعاصره و نرضخ له . و كل ما ذكر في السابق هي طرق قديمة كان يستخدمها المتسولون لاستعطاف الناس ، لكن هناك طريقة جديدة تدر عليهم أموالا أكثر ، " و سوقها ماشي " : فيأتي إليك شاب بزي رسمي و ملابس أنيقة و رائحة عطر فواحة ، يخاطبك بكل أدب ، و يدعي انه آتي من البلد الفلاني ، لإتمام مهمة ما و انقطعت به الطرق أي انه " عابر سبيل " و يريد فقط ( حق البنزين أو الغداء أو المواصلات أو أي شيء آخر من تلك الحقات.. الخ ) . بل إن هؤلاء لا يرضون بريالات فقد ينظرون إليك بنظرة استحقار ، فيتوجب عليك أعطاه مبلغ يرضيه . و لو تحدثنا بلغة الأرقام لوجدنا انه في السعودية وحدها يتواجد ما يقارب 150 ألف متسول، يتمركزون بين جدة و المدينة و مكةالمكرمة و يتوزعون في باقي مناطق السعودية، و يصرف عليهم ما يقارب 700 مليون ريال سعودي. بلا شك أن من هؤلاء المتسولين من هم فعلا بحاجة، لكن غلب الكاذبين على الصادقين و اختلط الحابل بالنابل، وأصبح التسول مهنة من لا مهنة له !! و الرسول عليه أفضل الصلاة و التسليم يقول: ( لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ ). للتواصل مع الكاتب [email protected]