حتى لا تحترق بالنار أنت تعرف تماما ماذا يجب عليك أن تفعل ؟ حتى الصغير إذا احترق لأول مرة عرف في القادم كيف يتصرف.. أنت كإنسان أكرمك الله بخلقه لك ونفخه من روحه فيك وإسجاد الملائكة لك و.. .تجد من يحرق كرامتك قبل أو بعد إهانته لك ،أيهما سبق ..لايهم. يجب أن توطن نفسك على عدم الاحتراق أو بمعنى أصح ..لا تكترث إذا أهينت كرامتك ، هكذا يجب أن تكون . كم من مرة راجعت دائرة حكومية وتأخرت معاملتك وأنت تجر قدميك يوميا متابعا لها،وفي كل مرة تجد تصريفة غير محترمة في انتظار شخصك الكريم .فمرة الموظف في مهمة ومرة أخرى مجاز ومرة أخرى خرج وسيعود... انتظر إلى ما بعد نهاية الدوام ولن يأتي . ومرة المعاملة تحتاج توقيع المدير وإلا ناقصة توقيع الفراش وإلا تحتاج ختم من إم الصبيان واعتماد من طواردها ..وهلم جرا... وحذاري أن تحترق ..خلك أبرد من الجليد . يعتدى عليك في أرض أو عرض وتبادر إلى الدفاع عن نفسك وما تملك وتذهب إلى المسؤول مستجديا العون في الحماية من التعدي عليك ..وإذا بك تمرمط في حقك حتى تكره أن لك حقوق ..وحذاري أن تحترق. وهكذا هناك من وكل بك ليحرقك كدجاجة في شواية تقلب ألف مرة حتى تنضج ...ولا زلت أنصحك بعدم الاحتراق...لماذا؟ لأن من أوكلت إليهم خدمة المواطنين (بعضهم)ميت فكريا وعاطفيا ونفسيا ، فهو يتلذذ بإهانة المراجعين وإذلالهم لأنه شخص غير سوي يعاني من نقص كبير في شخصيته يحاول تغطيته بأفعاله المشينة ،ويرى أنه شخص عظيم لا مثيل له ،وما علم أن لعنات المراجعين ودعواتهم عليه تصبحه وتمسيه وترتع في حماه ليل نهار تعاشر معه زوجته وتلاعب أطفاله وتشاركهم مطعمهم ومشربهم. الكثير من المعاملات تنتهي في دقائق ،فلماذا كل هذه البيروقراطية والعنجهية والتنطع . الأمر لا يحتاج إلا لاستشعار قدرة الله ومراقبته - فذلكم الموظف يتلذذ بإحراق خلق الله وما علم أن العاقبة في نفسه وماله وأهله و(لا يحيق الكر السيء إلا بأهله).