كلمتان مفصلتان على السلم الموسيقي ذي النوتة المثيرة حتى حد الجنس ، سمعتهما مرة وأنا عائد إلى منزلي بعد يوم عملي رتيب ، وقبل أن أستلقي على فراشي وأثناء استعراضي لأصناف الغداء بحمد الله وعند مروري من ردهة الطعام ماراً بمقصورة مشروباتي إذ بصوت شجي يحمل أصناف الأنوثة ، وكأن البلبل يغردها ، وشهر زاد تعيد ترديدها ، فاستحسنتها ولكني خشيت غضبة زوجتي ، فتجاهلتها برغم عزفها على وتر قلبي كي أسمعها ثانية ، فعاودت دندنتها حتى لفتت حرمي نظري ظنا منها بأني : ( لا أسمع لا أرى لا أتكلم ) ، فجعلت من نفسي جاهلاً بما لم أعلم ، تلك كانت أهزوجة عاملتنا المنزلية التي دخلت إلى بلاط بيتي عندما وضعت امرأتي للمرة الرابعة استثناء وتقديراً لظروفها ونزولاً عند سعي أحد أقاربها ، فلما سمعت الكلام للمرة الخامسة تقريباً استفهمت : ولماذا ؟ ، فقالت : لأنني لا بد من تواجدي في نهاية عطلة كل أسبوع ، فإن تعذر الأمر ففي كل شهر مرة ، قلت : ولماذا أيضا ؟ ، قالت : لأن صاحباتي يجتمعن هناك ، وبعد أن دورت الأمر لقيتني أمام كارثة أخلاقية ، وجرم أشترك فيه باختياري ، إذ عرفت بعد بحث وتمحيص ، أن هذه الاجتماعات المتوالية للعاملات الأثيوبيات والصوماليات في رحاب (صب .. يا) إنما هو حج وبيع مسابح ، وتعارف يتم أثناؤه فتح الصناديق ! وتبادل الهدايا ! ، وتناول الصدور ! ، والمقبلات !، وبخاصة الحار منها حد ( الفل .. فل )! ويتضح ذلك من الحركة بعد العودة حيث تدار الأعمال المنزلية على قدم وساق ، وتنهمر الأغاني العاطفية ، وترتسم الابتسامات ، ويتغير زيت القلي ، فهل من سبيل إلى وضع حد لهذه الظاهرة المخيفة قبل أن نجد تغيير الزيت يتم داخل أسوار بيوتنا ؟!! وقبل الإجابة أرجو من كل منصف رصد ما يوجد في محيطه من عمالة (ودي .. صب .. يا ) الحثااااااااالة ، والله المستعان .