آه ما أجمل الماضي ... ما أجمل الطفولة ..!! آه ليتك تعود يايحيى طفلاً .. تلعب مع أطفال القرية ... تلطخ ثيابك بالطين .. تبتسم .. تضحك كيفما شئت دون أن ينتقدك أحد !!. تجري في الحقول خلف الفراشات .. تدخل مع الأطفال وتجوب كل البيوت ... !شقاوة الطفولة وبرأة الورد . تركض خلف قطيع الأغنام .. تفرح عندما يهطل المطر .تغمرك السعادة وأنت تجمع حبات البرد المتناثرة ! .. تشعر بالفرحة وأنت تركض مع رفاقك نحو ذلك الوادي .. لتشاهد منظر السيل .. !! ذلك المنظر الجميل الذي دائماً ما كان يفسد لحضا ته ذلك الشيخ الكبير الذي يهجم علينا بعصاه الغليظة ليرجعنا إلى منازلنا خوفاً علينا من الغرق .. آه أين أنت أيها الزمن الجميل .. ليتك لم ترحل .! وليتني لم أكبر !! أين أنت ... ؟؟ وأين من رحلوا ؟؟ ... وجوه غائبة زاد من فقدها ظلمة الأيام !! واختفاء ملامح ذلك الزمن الرائع . قريتي الجميلة . ها أنا ذا قد كبرت .!! لكن لا أخفيك سراً !!! أشتاق إليكِ . أشعر بالسعادة بين أحضانك !! كل ما تكدر خاطري زرتك .. ووقفت على أطلالك المتهالكة .! أغمض عينايَّ وأعيش بمخيلتي في كل أنحائك . أدخل بيتنا الحجري . الجميل ! أتذكر كيف كنتُ أطلب من أمي عند النوم أن لا تطفئ السراج ! حتى لا يهجم علينا الغول .. قصص الجدة في الماضي !! انظروا في هذه الزاوية الضيقة من هذا المنزل كنا نتحلق كالطوق حول جدي لنستمتع بأحاديثه وقصصه الشيقة عن ماضيهم الشيق ! على ذلك الكثيب الصغير كنت أقف مع أخي نرقب عودة والدنا من السوق لننعم ببعض الألعاب البدائية والتي كانت لها ميزتها الخاصة في عالم طفولتنا . هنا من حيث أقف الآن كنا نستمتع بشرب الشاي قبيل غروب الشمس . هناك في ذلك الطريق الضيق كنت دائماً ما أرافق جدتي التي تذهب لزيارة أل فلان .. كنت أرافقها كظلها لأنال بعض البسكويت من تلك الزيارة العامرة .! هذا منزل جارنا .. أبو فلان نعم الجار .. أين أنت .. رحمك الله .. لقد رحلة . وتركت لنا الذكرى التي تحمل أروع سمات الخصال ونبل الأخلاق ! مازلت أذكر ابتسامتك. وكيف كنت ألجأ إلى منزلك لأحظى بحمايتك عندما كنت أتعارك مع أخي تارةً ومع أبناء القرية تارةً أخرى.. كنتَ تبدد المخاوف وتصلح المواقف .. وتجعل أبي يخرج من عندك مبتسماً وقد أخذت العصا ورميتها فوق سقف البيت .. كنت أخرج من عندك متبختراً لا أخشى العواقب .. رحمك الله ... وهنا كنت ُ ... أجري خلف أقراني وأقول لهم انتظروني .. أنا أريد أن اتمرجح قبل محمد . ذكريات جالت بخاطري .. في لحظة حنين للماضي ..فأردت أن أتنفسها . هنا ! وقفة .... الطفولة لا يمكن أن تكون سوى (( الفصل )) الأجمل في مدارس الحياة المختلفة .. والأكثر احتشاداً (( بالتلاميذ )) بقلم أ / يحيى عايل العزي المالكي