وترجل الفارس بقلم / يحي شريف المالكي في صمت وكما يحب أن يعيش حياته بعيدا عن الصخب والأضواء ترجل الفارس عن صهوة جواده وألقى عصا التسيار مفضلا أن يعيش لأسرته مقدما مصلحة الغير على مصلحة الأنا مطبقا لكثير من الأدبيات التي قرأها وتشربها وهام بها وكتب عنها وعاشها وإن مغتربا عن زمنها . ذلك هو الأستاذ / عبد الله بن فرحان حسن الزغلي أول من حمل هذا اللقب من أبناء قبيلته وأول من ودع منهم ميدان التربية والتعليم متقاعدا بعد خدمة تجاوزت ربع قرن معلما ومديرا . ولد عبدا لله بن فرحان حسن الزغلي في قرية (المعثرة) أسفل وادي الجنية أواسط شعبان عام 1381ه ويعتبر من جيل الرواد حيث التحق بمدرسة الداير الابتدائية عند افتتاحها أواخر عام 1391ه ليغترب عن أسرته ويتحمل مسؤولية نفسه في سن مبكرة من عمره ودرس بها المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وتخرج منها عام 1400ه ثم التحق بمعهد إعداد المعلمين بمدينة صبيا لفصل دراسي واحد لينتقل لإكمال هذه المرحلة إلى مدينة أبها ويحصل على دبلوم المعلمين منها عام 1403ه ليودع اغترابا طال أمده ويعود إلى مسقط رأسه مبتدئا مسيرته مع مهنة التعليم معلما بمدرسة الجشة الابتدائية في 15/11/1403ه وتنقل بين مدارس حراز والعزة وآل امعبد ثم انتقل في العام 1412ه إلى خميس مشيط ليعود مرة أخرى إلى مدرسة الداير الابتدائية فذات المسك وأخيرا استقر به المقام في مدرسة القعقاع الابتدائية والمتوسطة في العام 1421ه وفي يوم 30/1/1430ه تقاعد عن العمل لينتقل مع أسرته إلى مدينة أبها حيث فضل العيش بها لظروف دراسة الأبناء بكلياتها الطبية . ولمن لا يعرف عبد الله فرحان فهو أديب ضليع له نتاج فكري مؤثر ونثر أدبي شيق محب للقراءة ملتصق بها يمتلك مكتبة متنوعة وحسا نقديا مستنيرا وإنتاجه محفوظ لم ينشره حتى الآن .. محب للسفر والانتقال يمارس فيه التأمل والوقوف على أسرار الطبيعة يغوص في أعماق الأساطير ويحفظها ويؤمن بإمكانية تمثيل الماضي ويطيل الوصف والتأمل حتى ليخال سامعه أن تلك القرى الدارسة قد بعثت من جديد تمارس يوما صاخبا من أيامها الخالية وهو يجاذب أبطالها الأحاديث ويمازجهم حياتهم الاجتماعية وخياله واسع خصب في هذا المجال يفسر كثيرا من أسرار التاريخ وطلاسم الماضي. يقضي وقته متنقلا بين كتب (التفسير) يقف على أسرارها ويقارن بينها ويستخرج منها مايربط به علوم أخرى فله ولع خاص بهذه الكتب ويعلق عليها آمالا كبيرة في كشف الكثير من أسرار الإنسان والطبيعة .. إلا أن العلم الذي تفرد فيه وأبدع في فهمه وقياسه هو (علم الفلك) حيث قرأ شطر ا منه في كتب التفسير ثم انتقل إلى الكتب المتخصصة وبحث علم الفلك التجريبي لدى كبار السن وقيده وفهمه واستمر فترة طويلة في المراقبة والقياس والتسجيل والاستنتاج وله ملاحظات وجداول وقياسات أتمنى أن ينشرها للإفادة والتطوير والمناقشة وإحياءا لهذه الثقافة. ورغم انطوائية عبدا لله فرحان وتفضيله العزلة فهو فنان ذو إحساس مرهف يحفظ الشعر ويتغنى به ويروي الأساطير ويكتنز الكثير منها ومن والنوادر التاريخية المؤثرة في كتب التراث و روايات كبار السن مع قدرة عجيبة على الربط والتفسير والتحليل والاستنتاج .. يقدم معلومته بأسلوب أدبي مبهر ولا يستطيع محاوره أن يصنف ثقافته في تخصص أو مجال محدد. وأخيرا .. اذكر بواجب تكريمه بما يتناسب ومشواره العلمي والمهني كواجب خاص على أبناء قبيلته في احتفالاتها القادمة وأخص بالتذكير الفاضلين (حسن سلمان حسن الزغلي وحسين محمد مسعود الزغلي ) كما ننتظر تكريمه من مدرسته مدرسة القعقاع ومديرها الفاضل (حسن محمد الزغلي). وإن أفضل عرفان يقدمه عبدالله فرحان بعد التكريم هو نشر أبحاثه في علوم الفلك وتأملاته الأدبية في مواقع بني مالك الالكترونية المختلفة والتواصل مع هذه المواقع لا سيما وقد فرغ بتقاعده من الكثير من مشاغله.