لا صوت يعلو هذه الأيام في الوسط الرياضي على صوت انتقال الدولي السعودي ياسر القحطاني لنادي العين الإماراتي فلم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن تقدم إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد على هذا القرار الجريء بحق أحد أهم اللاعبين ليس على المستوى المحلي وحسب وإنما على مستوى القارة الآسيوية والمتربع على عرشها كأفضل اللاعبين قبل أربع مواسم , ولعل المتابع لسياسة الإدارة الهلالية ( الحالمة ) بتحقيق حلم راود العشاق والمحبين كثيرا وهو تحقيق البطولة الآسيوية كما صرَحت بذلك في أكثر من مناسبة يجد أن الفريق الأزرق خسر الكثير من النجوم بعميلة ( تطفيش ) تمت بدقة عالية المستوى لم يعتدها الزعيم طوال تاريخه وكانت البداية بالعملاق محمد الدعيع قبل موسمين مرورا بالمحارب الروماني رادوي والبرازيلي نيفيز الذي حل بديلا عنه المصري أحمد علي والمشاغب خالد عزيز , وتوقفا عند الهوساوي وعيسى المحياني اللذان أعلنا رغبتهما بالرحيل , وأخيرا ياسر القحطاني وبما أن الأخير يمتلك جماهيرية طاغية هي الأبرز على المستوى المحلي فإن إدارة الهلال ( لعبت بالنار ) مع جماهير سبق أن ( أسقطت ) إدارة ( أبن مساعد ) قبل عدة مواسم . تباينت ردود الفعل في الشارع السعودي الرياضي بين مؤيد ومعارض وكان للعاطفة دور كبير في طرح الآراء خاصة من أنصار الرئيس الذي يجيد التعامل مع ( الإعلام الموالي ) وأن كان التبرير هو انخفاض مستوى اللاعب الفني وهذه الإعارة "استراحة محارب" إلا أن هذا الكلام لم ولن يكن مقنعا للمتابع الرياضي فكيف بالغيورين والمحبين وذلك كون اللاعب يمثل ثقل فني كبير في فريقه حتى وهو لم يعد ياسر 2007 , أما التبرير الآخر فهو ( الضغوط ) التي مورست على اللاعب وهذه بلا شك ضريبة النجومية فكل نجوم الأندية وأقصد "السوبر ستار" تعرضوا وما زالوا لضغوط ربما أكبر مما تعرض له القحطاني , فقبل ثلاث مواسم أعلن نجم الإتحاد المتميز وأفضل لاعب على المستوى المحلي في العشر سنوات الأخيرة محمد نور أنه لن يرتدي قميص الإتحاد وبوقفة إدارة وأعضاء شرف النادي عاد نور نجما لامعا وقاد فريقه للعديد من الانتصارات على المستوى المحلي والقاري . أما المعارضون وهم الغالبية فلم يجدوا إجابة تشفي غليلهم أو تخفف وطأة الصدمة فاللاعب رحل خارج الأسوار لزعيم أقل بكثير من ( الزعيم السعودي ) ولدوري أقل بمراحل من أقوى الدوريات العربية . رحل أم رُحل ؟ لا يهم المهم ( والأكيد ) أن هذا الرحيل لم يكن محض صدفة أو قسوة ظروف فجلب ثلاثة مهاجمين أجانب وتلميح المسيرين للفريق الأزرق والأهم اختلاف مع الإداري ( المتميز ) حتى وأن تم نفي هذا الاختلاف من الرئيس( الشاعر ) فقط ! دلائل صريحة تؤكد أن ( رحيل الكاسر ) كان مسلسل تمت دراسته بعناية فائقة ونفَذ على مراحل متعددة بإخراج احترافي . وإن كانت الإدارة الهلالية رددت أنها ( احتارت ) بين رحيل أحد المهاجمين القحطاني أو المحياني فأظن "وليس كل الظن أثم" أنها فكرت ولو مجرد التفكير في مثل هذا الموضوع فالمحياني تم جلبه عن طريق ( أبن مساعد ) الأخ وبإقناع من الإداري ( المحترف ) . فلغة العقل والمنطق والواقع أن يرحل من طلب الرحيل فالزعيم الكيان أكبر من أن ( ينذل ) للاعب لم يقدم ما يشفع له بالمشاركة رغم تعاقب المدربين ! لا أحد الركائز الأساسية في الفريق منذ أن ارتدى القميص الأزرق قبل ست مواسم وأصبح معشوق الجماهير الأول , كما أن لغة الأرقام التي لا تكذب وهي ( الفيصل ) والأساس في الحكم والمقارنة فيعتبر الموسم المنصرم أعلى نسبة تهديفه سجلها القناص مع فريقه في "المشاركات الرسمية" مقارنة بالمواسم الماضية حيث سجل ( 17 ) هدفا موزعه على المشاركات الهلالية رغم الغيابات المتكررة بسبب الإصابة وكانت 11هدفا بالدوري وأربعة أهداف في دوري أبطال آسيا وهدفين في كأس ولي العهد كل هذا مع انخفاض مستواه فماذا لو كان حاضرا بكامل مستواه ؟ بل متى كان القحطاني يسجل أكثر من ذلك ؟ والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا قدم المحياني ؟ وأن أتى التبرير بعدم مشاركته فلماذا لا يشارك ؟؟ ولأن ياسر نجم "سوبر ستار" وأحد أهم الركائز الأساسية في الفريق الهلالي أن لم يكن أهمها فما الذي جعل نادي بحجم ( العين الإماراتي ) مع كامل الاحترام للعين وللدوري الإماراتي أن يقدم عرضه للدولي السعودي دون أخذ أذن مسبق من المسؤولين في البيت الأزرق أو عرض تسويقي للاعب وذلك لأن المسؤولين في البنفسجي يدركون جيدا الفوارق بين ( الزعيم السعودي ) و ( الزعيم الإماراتي ) وبين أقوى الدوريات العربية والدوري الإماراتي !. عند الرحيل كان للوفاء عنوان أسمه ( ياسر ) فقد رحل وهو يكن بداخله "أسباب الرحيل" حفاظا على مسيرة الفريق الهلالي نحو إنجازاته , ومواصلة لوفاء كان قد بدأه عندما ضحَى بالكثير من أجل ارتداء الشعار الأزرق والدفاع عن ألوانه . ورغم أن الهداف الكبير لم يبين أسباب الرحيل إلا أنه لم ينفي الخلاف مع الإداري الجابر وكانت الإجابة عندما سئل عن هتافات الجماهير ضد إداري الفريق سامي في أول تدريبات الفريق بعد إعلان خبر الرحيل ( لا تعليق ) , وللإعلام الإماراتي ( حتى وأن كان هناك خلاف فهل تنتظرون أن أقول نعم ) ,, ألم أقلكم أن النفي أتى من الرئيس فقط !!