يسعى المنتخب القطري لكرة القدم إلى التمسك بالفرصة الأخيرة عندما يلتقي نظيره الصيني اليوم الأربعاء في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول لبطولة كأس آسيا الخامسة عشرة المقامة حاليا في قطر. وتلقى المنتخب القطري صفعة قوية في بداية مسيرته بالبطولة من خلال السقوط أمام منتخب أوزبكستان صفر/2 في مباراة لم يظهر فيها المنتخب القطري صاحب الأرض بمستواه المعهود. ودائما ما تشكل المباريات الافتتاحية عبئا ثقيلا على منتخب الدولة المضيفة في البطولات الكبيرة كما تشهد المباريات الافتتاحية العديد من المفاجآت. ولم يتمكن المنتخب القطري (العنابي) من مواجهة التحدي الأوزبكي وسقط ضحية لمفاجآت المباريات الافتتاحية والضغوط التي حاصرته قبل البطولة لاسيما بعد فوز قطر بحق استضافة نهائيات كأس العالم المقررة عام 2022 . وفي المقابل نجح التنين الصيني في التغلب على عقبة كبيرة في مباراته الأولى بالفوز على المنتخب الكويتي المتألق 2/صفر في الجولة الأولى من مباريات المجموعة. وخدمت الظروف المنتخب الصيني كثيرا في هذه المباراة حيث تسببت أخطاء الحكم الأسترالي بنيامين وليامز في طرد مساعد ندا مدافع الأزرق الكويتي كما لم يحتسب الحكم هدفا صحيحا للأزرق قبل أن يبدأ المنتخب الصيني في التسجيل. ولذلك تمثل مباراة الغد بين المنتخبين القطري والصيني اختبارا حقيقيا لقوة الإرادة وإمكانيات اللاعبين. ويخوض المنتخب القطري مباراة الغد بمعنويات سيئة بعد الهزيمة في الافتتاح ويسعى إلى مداواة جراحه على حساب التنين الصيني الذي يخوض اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد أن حصد ثلاث نقاط لم يكن يحلم بها بالتأكيد أمام المنتخب الكويتي الفائز مؤخرا بلقب كأس الخليج العشرين (خليجي 20) في اليمن. ولم يقدم المنتخب القطري العرض المتوقع منه في المباراة الافتتاحية ، مما دفع كثيرين إلى المطالبة بإقالة مديره الفني الفرنسي برونو ميتسو الذي فشل مع الفريق في جميع البطولات التي خاضها حتى الآن. ورغم من السمعة الطيبة التي حققها ميتسو على مدار السنوات الأولى من القرن الحالي بقيادة المنتخب السنغالي للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وبلوغه دور الثمانية مع الفريق ، لم يترك ميتسو بصمة حقيقية مع العنابي في البطولات أو المنافسات التي شارك فيها. وتوج ميتسو مع المنتخب الإماراتي بلقب كأس الخليج الثامنة عشرة (خليجي 18) عام 2007 بالإمارات قبل الانتقال لتدريب العنابي ولكنه فشل مع الأخير في بطولتي خليجي 19 و20 كما سقط معه في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. ومع وجود العديد من النجوم في صفوف المنتخب القطري مثل سيباستيان سوريا وخلفان إبراهيم خلفان ، لن تغفر جماهير العنابي لميتسو الخروج من بطولة كأس آسيا 2011 المقامة حاليا في أحضان الدوحة. ولذلك ستكون مباراة الغد هي الفرصة الأخيرة لميتسو أيضا ، فالفوز بها يمنحه فرصة استكمال المسيرة مع الفريق حتى إشعار آخر أما الهزيمة فتعني رحيله عن العنابي بلا رجعة خاصة وأن مباراة الفريق الثالثة أمام المنتخب الكويتي ستكون في أغلب الأحوال "تحصيل حاصل". وفي المقابل ، يحلم المنتخب الصيني الذي شارك في هذه البطولة من أجل إثبات الذات واكتساب الخبرة في أن يحقق الفوز الثاني له من أجل حسم التأهل المبكر إلى الدور الثاني دون انتظار للجولة الثالثة في المجموعة والتي يلتقي فيها المنتخب الأوزبكي. ولكنه يدرك صعوبة موقفه في مباراة الغد عندما يلتقي العنابي الجريح في مواجهة فاصلة على مصير أصحاب الأرض في البطولة الحالية.