أعادت أول مباراتين في البطولة إلى كريستيانو رونالدو نسخته الأكثر إخفاقًا.. تلك التي تعاني من هاجس ليونيل ميسي، حيث يصيبه التوتر أمام مرمى المنافس، ويفضل عدم الاحتفال بالأهداف مع زملائه، وكانت مباراة الدنمارك ضربة موجعة للنجم البرتغالي، حيث أهدر انفرادَين أمام المرمى، كان من شأنهما أن يكلفا فريقه الفوز ، وتحوّل دور البطولة في المباراة إلى ممثل ثانوي هو البديل فاريلا، ليس ذلك فحسب، بل إن كريستيانو سمع خلال اللقاء إلى جماهير في المدرجات تهتف "ميسي، ميسي، ميسي"، وبعيدًا عن إثبات أن ذكر اسم "قرينه" لا يزعجه، قام بتضخيم المسألة "العام الماضي في هذا التوقيت كان ميسي قد ودّع بطولة كوبا أمريكا، التي كانت بلاده هي مستضيفتها. ذلك أسوأ، أليس كذلك؟"، وتساءلت صحيفة "أوليه" الأرجنتينية "إذا كانت صيحات الإعجاب بميسي لا تزعجه.. فلماذا يرد إذن؟". وأضافت "أمر كريستيانو رونالدو بات غريبًا. فبعيدًا عن إجابته العصبية، من الملاحظ أن كريستيانو قد أخطأوا في إبلاغه: فالأرجنتين خرجت من دور الثمانية أمام أوروجواي"، وعلى نفس النهج سارت صحيفة "كلارين"، التي أكدت أن "البرتغالي عاد إلى انتقاد البرغوث (ميسي)، والأسوأ أن الأمر مختلط عليه"، ووصفت هذه الصحيفة ميسي بأنه "هاجس كريستيانو"، وذكرت البرتغالي بأن "البرتغال لم تتأهل بعد"، ولا تبدو بطولة أمم أوروبا الحالية الأفضل لكريستيانو، الذي كان يخوض البطولة بتحدٍّ مزودج: قيادة منتخب بلاده نحو تحقيق إنجاز وتقديم أوراق اعتماده كمرشّح لجائزة الكرة الذهبية، بعد موسمه الكبير مع ريال مدريد، حيث أحرز لقب الدوري الأسباني وسجّل 59 هدفًا، لكن الأمور بدت معاكسة بالهزيمة في أولى المباريات صفر /1 أمام ألمانيا، بعد أداء عادي للبرتغالي. في المقابل، وعلى الجانب الآخر من المحيط كان ميسي يسجّل "هاتريك" رائعًا في فوز منتخب بلاده على البرازيل 4/3. بعد تلك المباراة صرح الأرجنتيني هيجوين زميل كريستيانو في ريال مدريد وميسي في منتخب التانجو بأن الأخير "يتحرّك على دراجة نارية"، وإذا كان البرتغالي قد بدا في ريال مدريد أنه قد أصلح هذا الموسم سلوكيات كانت تبعده عن الفريق، عادت تلك التصرّفات مرة أخرى للظهور في بولندا وأوكرانيا، فالآن بات في كل مرة يرتكب فيها خطأ في التصويب، يعرب عن غضبه إزاء عشب الملعب، ويلوم زملاءه لأنهم لا يمررون إليه الكرة، أو لا يحتفل بأهداف منتخب بلاده، مثلما حدث أمام الدنمارك، رغم أن آخر تلك الأهداف قد يمنح البرتغال في النهاية بطاقة التأهل إلى دور الثمانية، ولا يزال أمام كريستيانو وقت لتعديل طريقه. فمنتخب بلاده يعتمد على نفسه فقط خلال مباراته الأخيرة التي يخوضها اليوم الأحد أمام هولندا، في رحلته من أجل المضي قدمًا في البطولة، الأمر الذي يمثل عنصرًا شديد الأهمية في رحلته من أجل انتزاع جائزة الكرة الذهبية من ميسي، الفائز بها في النسخ الثلاث الأخيرة.