ظهرت حالة الاحباط مساء الثلاثاء الماضي على لاعبي الأخضر قبل الجمهور وعلى كل من يحيط بالمنتخب الذي تعادل مع عمان سلبيا رغم أن الجميع كان يجهز لاحتفالية خاصة بالتأهل لو حقق الأخضر الفوز في المباراة دون الوقوع في حسابات الجولة الأخيرة. حالة الاحباط التي أحاطت بالجميع دون استثناء أكدها التهرب من التصريحات بعد المباراة للاعبين وبعض الاداريين باستثناء المؤتمر الصحفي الذي عقد للمدربين ، وبعدها يتم القول إنه يجب أن نتفاءل وأن يكون لدينا أمل في التأهل من خلال الجولة الأخيرة، فكيف نتفاءل والجو العام بعد المباراة لا يبعث على التفاؤل ؟! من يتابع المباريات الأوربية والعالمية التي يلعب بها المحترفون الكبار أصحاب العقود الملايينية أو حتى المباريات الخاصة بالأندية كبرشلونة أو ريال مدريد والتي تمثل بحد ذاتها منتخبات داخل دول، يلمس التعامل الاحترافي الراقي مع الاعلام والجمهور بعد الخسارة في أي مباراة حيث مواجهة الجميع والاعتراف بالحقيقة وليس دفن الرأس في التراب كما يحدث لدينا وكأن التعادل مع عمان هو نهاية العالم. كنا ننتظر وبفارغ الصبر أن يكون للاعبين المؤثرين في المنتخب وعلى رأسهم قائد المنتخب محمد نور أن يتواجد بشجاعة أمام كاميرات التلفاز ويعتذر للجمهور عما حصل من اضاعة تأهل كنا نترقبه ، وأن يبرر الأسباب التي أدت الى التواجد في غموض الحسابات المعقدة للجولة الأخيرة ، وأن يؤكد لنا أنه لاعب محترف قائد لفريقه ولمنتخب بلاده لا أن يكون أول من يخرج من الملعب بعد المباراة وكأن شيئا لا يعنيه من أمر المنتخب هو وغيره من اللاعبين الذي وإن أظهروا الحزن على التعادل فهم ليسوا بأكثر من حزن وقهر وغضب الجمهور الذين تفنن اللاعبون في حرق أعصابهم سواء في مدرجات الملعب أو خلف شاشات التلفاز. نعم غابت الشجاعة في اللعب، وغابت الشجاعة في المواجهة بعد المباراة، واذا كان هذا التعامل يصدر من لاعبين محترفين محليين فكيف يريدون أن يكونوا محترفين عالميين وهم في الأصل لا يطبقون أبسط الأمور التي يجب أن يكونوا عليها بعد المباريات من تقبل للخسارة أو التعادل والوقوف أمام الجمهور والاعلام لقول الحقيقة ثم سيجدون الاحترام من الجميع لكن شيئا من ذلك لم يحصل!. تحدثنا كثيرا عن دورات التثقيف للاعبين من قبل أنديتهم والتي لم ولن تطبقها الأندية الأمر الذي ساهم في ابتعاد اللاعبين بعد انضمامهم للمنتخب عن أتيكيت التعامل قبل وأثناء وبعد المباريات في كل الحالات من فوز أو تعادل أو هزيمة، فنحن لا نريد منتخبات فرح ، وفي حالة الحزن (ما حولك أحد) ، دورات التثقيف من خلال دراسة الأمور السلبية التي هي عليها بعض اللاعبين أو الاداريين في فن التعامل مع الجمهور والاعلام في زمن التطور الرياضي، نشاهد العالم يتقدم احترافيا (لعبا وتعاملا) ونحن (محلك سر) .