الأندية التي تطبق الاحتراف ستتلاشى من الخارطة تماما مالم يتم سن تشريعات جديدة ومقبولة نوعا ما لحماية مكتسباتها من المواهب، وأعني تحديدا العوائد المادية التي يمكن أن تحققها من خلالها، لأن بند بدل تدريب لايغني ولايسمن من جوع، وغير مقنع، لا في عالم الكرة، ولا في عالم الحياة ككل، خصوصا أن بعض هذه الأندية الصغيرة تحول إلى مايشبه مكاتب التعقيب، فبدلا من أن يكون أشبه بمدرسة لاكتشاف المواهب وصقلها، تحول إلى ترانزيت لمكاتب الوكلاء قبل الوصول إلى أبواب الأندية الكبيرة، وذلك من باب ضمان شيء من حقوقه المهضومة، طالما التشريعات الحالية لاتمنحه غير هذا البدل المشؤوم، فنادي حراء على سبيل المثال قبل يومين خسر مدافعه جعفر برناوي عيني عينك، وقد يخسر أحمد المولد وببلاش في أي لحظة مقبلة، فالأول وقع للشباب دون علم إدارة ناديه التي كانت تتفاوض مع الشباب حول انتقاله وتطمع في حصة لاتقل عن مليون ريال.. وياغافل لك الله، حيث لم تكن تعلم أن لاعبها الموهوب والواعد الذي ربما يكون المدافع الأول في دوري زين مع مقبل الأيام قد وقع وانتهى، أما السنوات التي تبنى فيها حراء هذا اللاعب وصقل موهبته ففد طارت في (الباي باي)، ولا أسف على الماضي لأن مجمل ما قد يكتسبه بقوة النظام لن يتجاوز سقف الخمسين ألف ريال، على اعتبار أن الحد الأدنى للعقود نصف مليون ريال، أما لاعبه الآخر أحمد المولد ربما أيضا قد يكون وقع مع الهلال ..والله أعلم ، فلو حدث ذلك لن يكون بوسع حراء أيضا أن يفعل أي شيء ولا لجنة الاحتراف، لأن النسبة سيدة الأحكام في مثل هذه المواقف، واللاعب في سن الثامنة عشرة، وهو حر طالما ناديه لايطبق الاحتراف، لهذا أنا أنصح كل وكلاء اللاعبين بطول البلد وعرضها أن يفتتحوا مكاتب متنقلة على غرار مكاتب العقار في المخططات الجديدة بجوار كل ناد لا يطبق الاحتراف لتسويق اللاعبين بشكل سريع ومباشر، لأن هذه الأندية المغلوب على أمرها لم يعد بإمكانها أن تفعل شيئا.