قبل نحو ثلاثة أسابيع تناولت في هذه الزاوية، فن تعامل الإدارات مع الإشكاليات التي تحدث بين الأندية واللاعبين، واستشهدت في ذلك الموضوع بالمشكلة التي وقعت بين مدافع الأهلي وليد عبد ربه وناديه، والتي لازالت قائمة منذ أكثر من 25 يوما. ورغم أن المعطيات والروايات التي تناولها الشارع الأهلاوي أدانت المدافع الدولي السابق على الخطأ الذي ارتكبه سواء قبل أو بعد اشتباكه مع زميله منصور النجعي مرورا بتعنته بعدم الاعتذار للمدرب، تظل المشكلة التي وقعت (طبيعية) لأن شكلها ومضمونها لم يخرج عن إطار بيئتنا الرياضية الاحترافية، التي سبق وأن استوعبت العديد من الاشتباكات والملاسنات وما إلى ذلك من (غشنات). وتظل كيفية التعامل مع هذه البيئة وهذه الوقائع معيار الفن والمهارة والتوازن الذي يحفظ مصلحة النادي ومن ثم النادي ومن ثم اللاعب، دون تعمد تجاهل المدرب لأن بيئتنا الرياضية ذاتها لاتمنح المدربين (البرستيج) الذي ينالوه في أوروبا. -أعود لإشكالية عبدربه والأهلي، وأعرج على (محور الفن) الذي يبدو لي أن إدارة النادي أو جهاز الكرة تحديدا (أخفق) فيه لثلاثة أسباب ؟! الأول: أن طرق أبواب لجنة الاحتراف يقدم الإدارة على أنها استنفذت كل محاولات المعالجة واختارت (الكي) بطلبها تحويل عبدربه كلاعب هاو. ثانيا: كانت الإدارة قد عشّمت اللاعب بشارة القيادة وأشعرته بأهميته وتأثيره بين زملائه قبل أن يشعر تصرفها الجماهير بأن عبد ربه حالة ميئوس منها، لتفوح من ثنايا هذا السيناريو رائحة تناقض. ثالثا: رفض لجنة الاحتراف طلب الإدارة بتحويل عبد ربه للاعب هاو، نظرا لعدم قانونية الإجراء وعدم مطابقته اللوائح المعمول بها بما يقدم الأهلي وإدارته في هذه الواقعة، كناد غير ضليع أو ملم بشئون الاحتراف، رغم إيماني أن مدير الفريق غرم العمري لم يصوت على هذا الإجراء.. انتهى!! وفي يقيني أن هذه الإشكالية التي تم تضخيمها ستحل في غضون ساعات، ولكن إن برزت إشكاليات أخرى ولم تفلح الحلول المباشرة فهذا لا يشترط تدخل المرجعية لإرساء الحكمة والعقلانية حتى يتم التعاطي الإداري معها بهدوء و(تواضع) يحتوي ويقوّم (محترفينا) لا أن يعاملهم بذات انفعالية اللاعبين؟ بيان الترميم كنت أتمنى أن أقرأ تعليقا من رئيس الاتحاد السابق جمال أبو عمارة عن البيان الساخن والجريء الذي أصدرته إدارة الدكتور خالد المرزوقي مؤخرا، حول عدم اعتراف الأخير بالصفقات التي تبرم خارج أسوار النادي بجانب آلية التبرعات الشرفية (المضروبة)، لأن ما خلفته الإدارة السابقة للعميد كان سببا رئيسيا لظهور هذا البيان الذي سعى أيضا لترميم ما يمكن ترميمه من فجوات و(بلاوي) وتبعية أثقلت كاهل الاتحاد. شخصيا لا أتوقع أن نشاهد أي تعليق وحتى وإن ظهر فإنه لن يغير شيئا، لأن هناك تضاربا في (كاريزما) الإدارتين، طالما تحدثنا عن رئيس يملك القرار والجرأة، وآخر يحسم صفقة لاعب محلي في منزل ولاعب أجنبي في فندق ومدرب في مكتب عضو شرف؟!! بسرعة ** الشيخ عمر عبدربه رئيس النادي الأهلي من عام 1384ه حتى عام 1388ه، رحل عن دنيانا بهدوء وصمت كبيرين. ورغم أن كبار الأهلاويين كانوا من أوائل المعزين، إلا أن إدارة الأهلي الحالية كان من المفترض أن تسجل موقفا إنسانيا ومشاركة وجدانية تشعر الجميع بوفاء النادي ولو برسالة جوال .. لأن الرثاء الصامت (فاجعة) وتجاهل صريح في نظر الأوفياء. ** أجزم أن معظم لاعبي الأندية لا يعرفون (كل) أعضاء مجالس الإدارات، وهذا لا يمثل عيبا بقدر ما يعكس ظاهرة صحية، تشترط أن يتجه كل عضو مجلس إدارة ليعرف نفسه على كل لاعب بدلا من أن تحضر( الغطرسة) والفوقية التي ستربك في النهاية آلية العمل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 219 مسافة ثم الرسالة