كان لمدرب منتخبنا الوطني فرانك ريكارد صفة تميزه عن الكثير من مدربي العالم، فهي دعمه للاعبين الصاعدين وإعطاؤهم الفرصة لتحمل مسؤولية تمثيل الفريق الأول رغم صغر سنهم وقلة خبرتهم. فتجربة ريكارد مع برشلونة التي بدأت 2003 وانتهت 2008 كانت مليئة باللاعبين الشباب الذين منحوا الفرصة وأثبتوا أحقيتهم وكفاءتهم مع الوقت. فميسي وفالديز وتشافي وأنيستا من ضمن النجوم الذين لعبوا أساسيين في الفريق الأول بالنادي الكتلوني بفضل حب ريكارد للاعبين الشباب فأصبحوا بعدها أبرز نجوم العالم وليس برشلونة فقط. قال عنه ميسي “لن أنسى أبداً حقيقة أن مشواري الكروي بدأ على يده، وأنه كان لديه الثقة فيني حين كنت فقط في السادسة عشرة أو السابعة عشرة”. ولكن داعم الشباب الأول تغير بلمح البصر مع المنتخب السعودي وأصبح داعماً للشياب. فأسماء المنتخب السعودي الأول التي أعلنها ريكارد مساء الثلاثاء الماضي مليئة بلاعبين ليس لهم أمل في تمثيل المنتخب لا حاضراً ولا مستقبلاً، ولكنه أصر على ضمهم وتجاهل نجوم منتخبنا للشباب الذين أبدعوا في كأس العالم في كولومبيا. فما المانع أن يضم عبدالله السديري محل حسين شيعان؟.. وما الذي سيحدث لو ضم ياسر الفهمي بدلاً عن تيسير الجاسم؟.. وضم معن الخضري عوضاً عن معتز الموسى؟.. وفهد المولد مكان محمد السهلاوي؟.. على الأقل هؤلاء اللاعبون إذا شاركوا في الاحتياط سيكتسبون الخبرة والثقة التي تخوّلهم للعب أساسيين في المنتخب الأول في المستقبل القريب، بدل أن يكتسب الثقة والخبرة لاعبون سيعتزلون قبل نهائيات كأس العالم التي سيشاركون في تصفياتها. إذا كنا نريد أن تتطور الكرة السعودية ويحترف نجومها في أوروبا ويشاركوا بشكل مشرّف في كأس العالم فيجب أن ننسى مسألة الخبرة ونساهم في إعطاء اللاعبين الشباب الفرصة للعب في أنديتهم والمنتخب في سن الثامنة عشرة. فأوروبا من النادر أن تستقبل لاعباً من خارجها تخطى عمره الاثنين وعشرين. تصوروا أن ميسي شارك مع برشلونة وعمره 17 عاماً ومثّل المنتخب الأرجنتيني وعمره 18 عاماً ليصبح أفضل لاعب في العالم وعمره 22. صدقوني لو كان ميسي سعودياً لما شارك أساسيا في فريقه إلا في الثالثة والعشرين ولا مثّل المنتخب السعودي الأول إلا وهو ابن الخامسة والعشرين.