طرقتَ عليّ أبواب العمر .. استقبلتك فرحة.. غزلتك أمنيات من خيوط الشمس .. رسمتُ أحلامي انعكاسات لأحلامك.. أسكنتك بين حنايا القلب .. فاستوطنتُ أنا قلب الأحزان.. أسقيتك شهد أيامي .. فتجرعت أنا نزف بقاياي المتناثرة حتى ثملتُ من الألم.. أدمنتك حتى الجنون .. اعتنقتُ كل مذاهب التصوف في عشقك.. فالتف جحودك حول عنقي يغتالني .. تصارعت أنفاسي تستنجد بك.. ارتفعت يدك لتهوى بي إلى أعمق النسيان.. أفقت من غيبوبة الذكريات .. تساقطت عني أوراق الماضي لأخط فوق سطورها وعداً بأننا حتماً يوماً سنتبادل ثار البركان الذي حاولت أن أبقيه خامداً بداخلي .. وأطلق سراحي من أسرك .. حطمتُ تلك القيود التي كبلتني زمناً طويلاً خلف قضبان قلبك.. نفضتُ عن نفسي غبار تلك المشاعر العالقة بنبضي .. تتبعتُ تلك النار التي نشبت بأيامي لتهديني طريق الفرار .. سرتُ بخطى وئيدة فوق الحمم التي تناثرت على جنبات الطريق .. احترق قلبي الذي كان دون أن يدري يعزف لحن الوداع فوق فوهة البركان. هل أنا التي تشبهك في ملامحك أم أنت الذي تشبهني في جنوني .. كلانا يعيش بلا وطن في منافي الغربة .. كلانا يتسكع وحيداً على أرصفة الضجر .. كلانا يمضي نهاره بحثاً عن معان مفقودة في أعماق بحار الوحشة .. وكلانا يقضي ليله عاشقاً بصحبة القمر. **** أروع المشاعر هي التي لا تقوى الكلمات على البوح بها .. وهي تلك التي أسمعها تتردد في ضجيج الصمت بين أنفاسك. [email protected]