محميّّة الخنفة من أوائل صروح المحميّات الطبيعية التّي أعلنتها المملكة في عام 1407ه. وتقع على الحافة الغربيّة لصحراء النّفود الكبير شمال مدينة تيماء، وتبلغ مساحتها 20450 كيلو متراً مربّعا. خصائصها تمتاز المحمية باحتوائها على تضاريس تتألّف غالبا من الحجر الرملي مع وجود جبال يصل ارتفاعها إلى 1141 مترا فوق سطح البحر وتلال وهضاب وأودية وشعاب ورمال، وتتسم المحمية بمناخ قاري شديد الحرارة صيفاً وشديد البرودة شتاءً وممطر شتاءً وربيعاً، إلا أن ما يميز الخنفة عن بقية المناطق أن بها مورد ماء في أكثر من نقطة فيها وحولها وهي معبر لأهل البادية عبر وديانها العديدة. والمحمية مقسمة إلى ستة قطاعات تسهيلا لأمر الحماية هي: الهَوج والمظاهير والعسافية والطفيحة وغُرّب والبُريْصيات. يمتاز سطح المحميّة بتباينه من حيث التضاريس؛ ففيها الجبال المرتفعة والهضاب المستوية والكثبان الرملية والوديان الواسعة والقيعان الممتدة. وينحدر سطح المحمية بوجه عام نحو الشمال والشمال الشرقي؛ إلا أنها تتصف باستواء السطح وسهولة المواصلات إلى العديد من قطاعاتها. ويبلغ متوسط ارتفاع المحمية 800 متر فوق مستوى سطح البحر في نصفها الشرقي، وأكثر من 950 مترا في نصفها الغربي. الثراء النباتي في المحمية تتصف المحمية بمراعيها الغنية التي يفد إليها الرعاة الرحّل من كل صوب وحدب. ويتنوع غطاؤها النّباتي الذي يتألّف من نباتات معمّرة وحوليّة تكثر عادة في مجاري السّيول والوديان والشعاب والقيعان. فمن أهم الأشجار فيها الطلح والغضى والأرطي والعوسج؛ كما يوجد بها العديد من الشجيرات منها العرفج والشيح واللصف والشبرم والرمث والشنان والسبط، والأعشاب والحشائش الحوليّة مثل الخزامى والخزام والنفل والأقخوان والخبيز والحميض والسعدان والنصى والصمعاء وأنواع نباتية أخرى كثيرة التنوع الحيواني في المحمية. التنوع الأحيائي بالمحمية وتتميز المحميّة بكونها موطنا هاماً لغزلان الريم المهدد بالانقراض؛ والتي تعد حمايتها من الأهداف الرئيسة للمحمية. وبفضل من الله تتزايد أعدادها في المحميّة عاما بعد عام. يوجد كذلك بالمحمية العديد من الطّيور المستوطنة والمهاجرة مثل القطا والنّسر الذّهبي والنسر المصري والكروان العسلي وأنواع القنابر. وتعتبر المحميّة مثل محمية حرة الحرة موطناً لنحو 20 نوعاً من الثّدييّات أهمها ظبي الريم الذي تنتشر مجموعاته في ربوع المحمية، وظبي الإدمي والوشق والذئب العربي والثعلب الأحمر وثعلب الرمال والقطان البري والرملي والنيص والقنفذ وغيرها. ويوجد في المحمية أيضا الضّبع المخطّط، والأرنب البرّي واليربوع وأنواع كثيرة من القوارض. ومن الزواحف يوجد الضب والورل وغيرها من السحالي والثعابين.