استقبل سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في مكتبه بمقر الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء بالرياض أمس عدداً من أصحاب الفضيلة أعضاء لجنة التحكيم ، والمشاركين في منافسات الدورة الرابعة عشر للمسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات المقامة حالياً بمدينة الرياض. ووجه سماحته في بداية الاستقبال الذي حضره الأمين العام للمسابقة الدكتور منصور بن محمد السميح،كلمة قال فيها : إن هذه المسابقة الحقيقة لها فضل كبير، ومنزلة عظيمة، فهذه المسابقة هي شحذ الهمم والعزائم،وشد الأزر ورفع مستوى الإنسان ثقافياً وعلمياً،هذه المسابقة الناجح فيها على شكل فائز والذي لم يتحقق له النجاح لكنه شارك في الخير وعمل صالح وربما يكون الإخفاق في هذه الدورة سبباً أيضاً للاستمرار والنشاط في المستقبل . وأضاف سماحته إن الكسل والتهاون لا يعقبان خيراً ، وإنما الجد والنشاط ، والاستعانة بالله ، وتكثيف الجهود والأخذ بالأسباب هي عاقبة الخير ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول :( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف .. وفي كل خير ) ، احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز عنه فإذا حرصت على المنفعة ، واستعنت بالله على هذا الأمر واتيت بالسبق وهو عدم العجز ، بل المواظبة ، والمثابرة ، والمسابقة ، والاهتمام ، والتنافس الطيب الذي يقول فيه الله :{ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } نعم أنه التنافس المحمود يقول صلى الله عليه وسلم ( لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار ) أي لا غبطة وفرح ، إذاً فإذا حرصت على القرآن واستعنت بالله على ذلك ولم اعجز ولم أتهاون ولم اكسل أرجو من الله أن يحقق المطلوب لكن كسلي وعدم اهتمام وعجزي وتقاعسي لا يؤهل لمنازل المجتهدين . وشدد سماحة المفتي العام للمملكة على ضرورة الاهتمام والجد وقال : الذي يريد المعالي لا يكسل ، هذا كلام الله ، فالمشارك يأتي للمسابقة ، ويجد صعابها ، وأعطيتم مهلة وعلمتم كم متسابق فيها ، ووضعت الجوائز المشجعة كل هذا لأجل تقوية العزائم ، وشد الأزر ، ولأجل استشعار المسؤولية والمهمة .. فيا أبنائي يا من فازوا فاحمدوا الله على الفوز واشكروه ، وليكن ذلك حافزاً لكم في التنافس للمستقبل سواء هنا ، أو في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية ، وغير ذلك .. وأن هذه المسابقات نعمة لأن حفظ القرآن العظيم ، والتنافس في أشرف كتاب ، وأفضل كتاب ، فما دام الإنسان سميعاً بصير قادراً لماذا يتأخر لا بد أن نحاسب أنفسنا ، وألا نتراخى أو نتكاسل ، قال عليه الصلاة والسلام : ( تعاهدوا هذا القرآن فوا الذي نفسي بيده لأهو أشد تفلتاً من الإبل في عُقلها . وأعاد سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ التأكيد على أن هذه المسابقة نعمة وفضلُ من الله وجزى الأمير سلمان على هذه المسابقة وأعانه ، ووفق معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ورجالاته الذين خدموا هذه المسابقة ، وأمين الجائزة ومساعدوه، ولجنة التحكيم فلهم منا الدعاء على ما قاموا به وبذلوه من جهود ،وقال : إن الجائزة جاءت بتكاتف الجهود أولا الأمير سلمان وتشجيعه وبذل الجهد ، ثانياً وزير الشؤون الإسلامية ورجالاته ومن معه في الوزارة خدموا هذه المسابقة خدمة عظيمة حتى بلغت بالجائزة هذا المستوى اللائق بها فأرجو أن تكون حافزاً لكم على الخير ، وسبباً لاستقامتكم ، وانتماؤكم لهذا العلم العظيم ، فإن كتاب الله يقوي العزيمة ، ويوسع المدارك ، ويجعل الإنسان متمكناً من العلوم الأخرى ، فأوصيكم بتقوى الله وليكن هذا القرآن منهجاً لكم ، وصلاح قلوبكم ، وأعمالكم . وبعد انتهاء سماحة المفتي العام للمملكة من كلمته ، فسح المجال للإجابة على استفسارات وأسئلة المتسابقين .