عندما ترى الحقول وقد تفتحت أزهارها, يزداد إعجابك بها حين يفوح أريجها وبعض هذه الأزهار تعقد ثمرا وهذا غاية المنى عند من ينتظر هذا الثمر, وذلك يشبه ماينتظره الشاعر كما ينتظر صاحب الحقل ثمرة غرسه ويقوم بطرحه في الأسواق , ويقبل الناس عليه حسب جودته، والشاعر المبتديء يفرح بما تجود به قريحته ويبقى مترددا على من يعرض إنتاجه وفي أي سوق يطرحه وربما اتجه إلى المنتديات المنتشرة في طول وعرض ( الشبكة العنكبوتية )واختار له إسما مستعارا يكفل له الحفاظ على خصوصيته وتبقى أخطاؤه كمال لأن المبتدئين يفضلون السكوت عن أخطائهم على الأقل في بداية مشوارهم الإبداعي , وعندما يسكت عن الأخطاء يعتقد هذا الشاعر المبتديء أنه على الدرب الصحيح والمشكلة تكبر إذا استمر على أخطائه ولم يصوب والأفضل أن يجالس أصحاب التجارب الناضجة في مجاله يعرض عليهم ماجاد به خياله ويرى الردويقف على أماكن الأخطاء ويناقش ويسجل الملاحظات , ليتلافاها في قادم كتاباته وإذا كان شاعر فصحى عرض شعره على نقاد وشعراء الفصحى وإذا كان من شعراء ( النبطي ) الشعبي العامي فيفضل أن يعرض قصيده على نقاد وشعراء هذا اللون وقد يكون في نقاد وشعراء اللونين من يجيد نقد وتهذيب اللونين ويحسن بهؤلاء النقاد أن يساعدوا من يقدم إليهم إنتاجه الشعري ويقربوا له وجهات النظر ويدعوا نقد المعاني ويتجهوا إلى نقد الأخطاء التي تضر بناء القصيدة وإن كان في القصيدة شيء من الجمال والمحسنات امتدحه الناقد وأصلح الأخطاء برفق ولين وحسن إقناع وعدم استخدام النقد الهدام وتقديم النصح بأسلوب يرغب الشاعر المبتديء في معاودة الكتابة والإنطلاق إلى عالم الإبداع ونضج التجربة 0