أعد مجموعة من الباحثين بقسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز تضم الطلاب محمد علي محمد البارقي ومحمد علي الشهري وسلطان موصل المالكي وثابت حميدان الصحفي ونايف عتيق السلمي بحثا عن اضطراب التوحد وأمكانية علاجه. وعرفت مجموعة الباحثين التوحد بأنه تلك الاعاقة النمائية الغامضة والتي يتسم صاحبها بقصور واضح في الادارك ونزعة انطوائية شديدة تعزله عن الوسط الذي يعيش فيه. وأوضحت الدراسة أن الذي ماذا تعرف عن اضطراب التوحد.؟ جعل هذه الإعاقة غامضة مجهولة هو عدم معرفة أسباب محددة وقطعية لها مما جعل العلماء في حيرة حقيقية أمام هذه الإعاقة ولكن تشير بعض البحوث في هذا المجال إلى وجود خلل حيوي أو عصبي يؤثر على نمو الدماغ وبعض البحوث الأخرى تعزو السبب إلى عوامل وراثية . ونسبة شيوع إعاقة التوحد تقريبا من 5-7 في كل 10000 مولود وهو أكثر شيوعا في الأولاد من البنات بنسبة 4 :1 وتؤكد الجمعية الأمريكية للتوحد أن نسبة انتشار التوحد مرتفعة جداً تصل إلى 0,013% - 0,016% وتعتبر الصين من أقل هذه الدول التي ينتشر فيها هذا الاضطراب حيث لا يتجاوز نسبة انتشاره 0,004% وقد نشرت دراسة أجنبية مخيفة تفيد أن نسبة انتشار التوحد الآن قد وصلت إلى 1 في كل 110 مولود وهذا مؤشر يدل على اتساع رقعة هذا الاضطراب التي تزداد سنة بعد سنة . وبالنسبة للصفات المصاحبة للتوحد فهناك ما يسمى ( بثالوث الأعراض ) وهي السمات الأساسية للتوحد تظهر مجتمعة دائماً وهي: قصور في التفاعل الإجتماعي قصور في التفاعل اللغوي سلوكيات متكررة وروتين مستمر وتأخر شديد في القدرة على اللعب التخيلي. وهناك مجموعة من الصفات قد لا تظهر كلها في طفل توحدي واحد وهي أيضاً مختلفة في شدتها من مريض لآخر وهي على النحو التالي : (يتصرف كأنه أصم ,يردد الكلام الذي يوجه إليه , لا يهتم بمن حوله , لايحب أن يضمه أحد إلى صدره , الاتصال البصري ضعيف لديه , يقاوم الطرق التقليدية في التعليم , يلاحظ عليه إما نشاط مفرط أو خمول مبالغ فيه , لايلعب مع الأطفال الآخرين , انسحاب من المحيط ويفضل البقاء لوحده , عدم فهم التعبيرات الانفعالية , مقاومة التغيير في كل شيء , يتعلق بأشياء محددة ويغضب عند فقدانها , إيذاء الذات كعضه نفسه أ ضرب رأسه في الحائط). وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مهم وجدير بالطرح . ياترى هل لإعاقة التوحد من علاج .؟ قد تكون الإجابة على هذا السؤال مؤلمة إلى حد ما فإلى اليوم لا يوجد علاج شافي تماماً للتوحد وهذا لا يعني إحباط الوالدين، ولكن مع التعليم والتدريب يمكنهم اكتساب الكثير من المهارات الفكرية والنفسية والسلوكية مما ينعكس على حالتهم، وبعض الأطفال تستمر لديهم بعض الأعراض المرضية طوال حياتهم مهما قلّت درجتها. ومن أفضل و أحدث طرق علاج مرضى التوحد «خطة علاج التوحد التدريجية» وعلى ذلك فهي تتم بشكل تدريجي يبدأ بعلاج سلوكيات التوحد السلبية كزيادة الحركة وعدم وجود هدف للنشاط والتكرار والنمطية وإيذاء الذات والحدة والعنف ، وعلى أساس أن أطفال التوحد يجاهدون للإحساس بالكثير من الأشياء التي تربكهم، فإن هدف خطة تغيير السلوك الأول هو توضيح مسائل السلوك فهم يعيشون بطريقة أفضل عندما يكونون في بيئة منظمة حيث القوانين والتوقعات واضحة وثابتة، ودور العلاج السلوكي هنا هو جعل بيئة الطفل التوحدي مبنية على أسس ثابتة وواضحة حتى يستطيع التواصل دون أن يتعرض لمعوقات تصيبه بالارتباك والإحباط والرعب والخوف، ثم يتم تقييم سلوك الطفل بعد تهيئة هذه البيئة المريحة الخالية من التعقيدات فتسأل الأسرة نفسها هل لازال لدى الطفل نمطيته ورؤيته وهل حدث تغيير لنظامه اليومي؟ وهل يتم إدخال شيء جديد في حياته يكون قد أربكه أو وضعه تحت ضغوط نفسيه ؟ وهل استطاع التعبير عما يؤثر فيه وعليه؟ ومن خلال هذه الاستراتيجية الموجهة لدعم السلوك يتم تحديد أوقات تحسن ظروف التواصل لدى الطفل ويأتي بعد ذلك دور العلاج الطبيعي وهدفه الأساسي هو ضمان الحد الأدنى من الصحة الجسمية والنفسية وبرنامج الرعاية الصحية الجيد، ويجب أن يحتوي على زيارات دورية منظمة للطبيب لمتابعة النمو والنظر والسمع وضغط الدم والتطعيمات الأساسية والطارئة وزيارات منتظمة لطبيب الأسنان والاهتمام بالتغذية والنظافة العامة. كما أن العلاج الطبي الجيد يبدأ بتقييم الحالة العامة للطفل لاكتشاف وجود أي مشاكل طبية أخرى مصاحبة للتشنج مثلا ، ثم العلاج بالأدوية ومن أحدث أنواعها «الميغافايتامين» الذي يحتوي على فيتامين 6 المساعد على تكوين الموصلات العصبية والتي عادة ما يكون فيها اضطرابات لدى هؤلاء الأطفال وقد لوحظ أن التوقف عن تناول هذا العلاج يؤدي إلى زيادة في الاضطرابات السلوكية، عقار «الناتديكسون» وهذا العقار يحد من آثار مادة تسمىOpaids التي يسبب تواجدها بكميات عالية في المخ استفحال مرض التوحد، ومضادات الخمائر وذلك لأن هذه الخمائر تتكاثر بشكل هائل في الأطفال التوحديين، والسركتيين وهو هرمون يفرز من الأمعاء الدقيقة في جسم الإنسان ليحفز بعض العصائر في البنكرياس، وعندما تم إعطاؤه لأطفال التوحد، وجد أنه أظهر تحسنا ملحوظا في الناحية اللغوية والاجتماعية لديهم فضلاً عن دور العلاج النفسي لإكساب التوجيهات والتدريبات السلوكية اللازمة للطفل والعلاج بالدمج الحسي وهو يعني تنشيط العملية الطبيعية التي تجري في الدماغ.