نظم مركز الدعوة والإرشاد بمكة المكرمة أمس يوماً مفتوحاً للوفود المشاركة في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره حيث ألقى فضيلة الشيخ حامد المصلح الداعية بالمركز محاضرة دينية تناول فيها فضل القرآن الكريم وفضل حفظه، مبيناً أن من يحفظ القرآن الكريم لا بد من أن يعمل به. ثم بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة استهل بتلاوة آي من الذكر الحكيم ألقاها أحد المتسابقين ، ثم ألقى فضيلة الشيخ محمد مرزا عالم مدير المركز كلمة حمد الله تعالى، وأثنى عليه أن جمعنا في هذا البلد الطيب في مهبط الوحي الذي جعله الله -عز وجل- مكان حج بيته الحرام ومهوى أفئدة المسلمين. بعد ذلك ألقى الأمين العام للمسابقة الدكتور منصور بن محمد السميح كلمة رحب فيها بأعضاء لجنة التحكيم والمتسابقين وشكرهم على الحضور والتواجد كما شكر اللجان الثقافية العاملة في المسابقة على ما بذلوه من جهود في تنظيم المسابقة والبرامج المصاحبة لها ، سائلاً الله تعالى أن ينفع بهؤلاء الشباب المتسابقين في بلادهم ، وأن يكونوا رسل سلام - بإذن الله تعالى – ودعاة خير للمسلمين وغير المسلمين ، وأن يحفظ هؤلاء الشباب من الغلو والتطرف وأن يكونوا من الأمة الوسط على نهج نبيهم - صلى الله عليه وسلم- ونهج صحابته الكرام. وقال فضيلته : إننا نسعد بهؤلاء المتسابقين الذي أتوا من (53) دولة معتبراً ذلك بأنه مغنم ومكسب للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – يفرحون بهؤلاء ويبتهجون بحفظة كتاب الله تعالى، والذي يتابع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة يدرك أهمية هذه المسابقة ، وهذا المؤتمر العالمي القرآني الذي تحتضنه رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة. ثم تلا أحد المتسابقين آيات من الذكر الحكيم نالت استحسان الحاضرين، ألقى بعد ذلك أحد المتسابقين من دولة الكويت قصيدة شعرية ، كما أدت مجموعة من المتسابقين من المغرب بعضاً من الأناشيد الإسلامية، ثم قدمت الأمانة العامة للمسابقة الدروع التذكارية للجنة التحكيم، ثم قدم الأمين العام للمسابقة الدكتور منصور السميح الجوائز العينية للفائزين في المسابقة الثقافية التي أقامتها اللجنة الثقافية خلال أيام المسابقة. من جهة أخرى قال فضيلة عضو لجنة تحكيم منافسات الدورة الثالثة والثلاثين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره الحكم الأردني سميح أحمد عثامنة إن هناك تباين بين مستويات المتسابقين، ففيهم الحافظ المتقن المجود، وفيهم الحافظ غير المتمكن،وهناك من هو بين وبين،وهذه سنة الحياة ، وديدن المسابقات، والمنافسات القرآنية لكن الذي يبشر بالخير أن يقارن المتابع بين الحفظة المشاركين في هذا العام، والمشاركين في الأعوام المنصرمة، فيجد أن مستوى الحفظ بدأ فيه المزيد من الاهتمام والعناية،والرعاية سواءً بجهد فردي ،أو من خلال الجهات والمؤسسات المرشحة. وأكد أن أهم عنصر وسبب لتوفيق الله - عز وجل - للعبد فيما يرمي ويصبو إليه هو الإخلاص والصدق في التوجه والعمل ، وأن لا يبتغي به جاهاً ولا مالاً ولا زيادة ولا رياء ولا سمعة، بل يكون لله وحده ، وهذا هو شعار المسلم والأمر الآخر اختيار الشيخ الصالح التقي الحافظ المتقي كي يتعلم عليه صحيح التلاوة والنطق الفصيح السليم الخالي من أي لحن ، فإذا ما اتقن الطالب ذلك يشرع بعدئذ بالحفظ بما يتيسر وحسب قدرته وطاقته، ولا يكلف نفسه أكثر مما تحتمل ، حتى لا يكون هناك مجال للشاقة ، أو الملل ، ومن ثم الهجران ، وكلما حفظ ما تيسر لا ينتقل الى حفظٍ آخر إلا بعد أن يتقن ما سبق ، ثم إذا وصل يربط بين حفظه أول مرة والذي حفظ بعد ذلك ، حتى يكون الحفظ مسترسلاً متقنا متمكنا ، كذلك لابد من مراعاة أفضل الأوقات وهذه تختلف من شخص لآخر مع أن أفضل الأوقات والله أعلم بعد صلاة الفجر لفضلها وبركتها وشهود الملائكة في هذه الفترة. وشدد على أهمية التزام الحافظ بنسخة واحدة من المصحف الشريف ولا يعددها لغاية الحفظ ، بل لابد أن يلتزم بنسخة وحجم واحد لأنها تنطبع في ذهنه وتصور الصفحة بالكامل، ومن السهل عليه أن يستحضر ما حفظ في أي وقت ، وأن يعرض الحافظ ما تمكن أولاً فأول على شيخه أو قرينه أو أحدٍ من أهله حتى يصوبه إن أخطأ .